و لقد ابتلاكم اللّه بالجهاد كما ابتلى به أفضل أهل السّماوات و الأرض: ذلِكَ وَ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَ لكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ [سورة محمّد 47/ 4]، أَ تَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [سورة التّوبة 9/ 13].
إخواني: إذا كانت المنيّة محتومة، فالشهادة في سبيل اللّه هي الغنيمة: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ [سورة محمّد 47/ 7]. و إن أحجمتم فلن يدفع عنكم الأجل إحجامكم.
إخواني: ما أقبح عبدا يبخل على سيّده و مولاه بنفس هي من مواهبه و عطاياه، هذا مع ما وعد- وَ مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ [سورة التّوبة 9/ 111] وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا [سورة النّساء 4/ 122]- على ذلك ثناء جميلا و ثوابا جزيلا.
إخواني: ما أقبح عبدا يقول بلسانه: قد رضيت باللّه ربّا، و بالإسلام دينا، و بمحمّد نبيّا، ثمّ يجبن عن قتال كافر باللّه و باليوم الآخر، و لا يرجو ما يرجوه المؤمن من الجنّة و الثّواب الوافر.
أو ما سمعتم مولاكم سبحانه يقول: فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَ تَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ ما لا يَرْجُونَ [سورة النّساء 4/ 104].
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 239