إخواني: يا لها صفقة خطيرة في بيع هذه الأنفس الحقيرة، المشتري فيها ربّ العالمين، و الواسطة فيها سيّد المرسلين، و الثّمن: جنّة عرضها السّماوات و الأرض أعدّت للمتّقين.
فأوجبوا- رحمكم اللّه- صفقة هذا البيع الرّابح، بالثّمن الجزيل الرّاجح، فلمثل/ هذا فليعمل العاملون، و في ذلك فليتنافس المتنافسون.
فالجهاد الجهاد أيّها المؤمنون، و الجنّة الجنّة أيّها الموقنون، و قاتلوا دون أنفسكم و أموالكم أعداء اللّه الفجّار، و ادفعوا عن أنفسكم شؤم العار و النّار، فقد جاءوكم يحادّون اللّه و رسوله بكفرهم، و يستأصلون شأفة [1] الإسلام و المسلمين بمكرهم،
[1] الشّأفة: قرحة تخرج بباطن القدم، فتقطع أو تكوى فتذهب، و في الحديث: «استأصل اللّه شأفتهم»، أي: استأصل أصلهم، و استأصل اللّه شأفته: أذهبه كما تذهب تلك القرحة.
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 238