و لمّا أراد اللّه تعالى كرامة الأنصار، و إعزاز دينه بهم، لقي النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) في ذلك الموسم ستّة نفر منهم، فعرض عليهم ما عرض على غيرهم، فقالوا فيما بينهم: و اللّه إنّه للنّبيّ الّذي تواعدنا به اليهود، فلا يسبقونا إليه [2].
و كان اليهود يقولون لهم: قد أظلّ [3] زمان نبيّ سوف نتّبعه، و نقتلكم معه، قال اللّه تعالى: وَ كانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ- أي: يستنصرون- عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ [سورة البقرة 2/ 89].
و كانوا قد وضعت عليهم تكاليف شاقّة، و حرّمت/ عليهم طيّبات أحلّت لهم من قبل، فوعدوا بوضع التّكاليف و حلّ الطّيّبات على لسان محمّد (صلى اللّه عليه و سلم)، و هو معنى قوله سبحانه و تعالى: