نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 199
مكّة [1] فقال (صلى اللّه عليه و سلم): «فقلت: بل أرجو أن يخرج اللّه من أصلابهم من يعبد اللّه وحده، لا يشرك به شيئا» [2].
قلت: و ابن عبد كلال هذا هو و إخوته رؤساء أهل (الطّائف).
فائدة [: في أنّ الاستهزاء و السّبّ أشدّ من الطّعن و الضّرب]
قال العلماء: جعل (صلى اللّه عليه و سلم) ما ناله من الاستهزاء و شماتة الأعداء أشدّ ممّا لاقاه يوم (أحد)؛ من قتل حمزة في سبعين من أصحابه، مع ما ناله في نفسه من الجراحة، و ما ذاك إلّا أنّ نفس الكريم تتأذّى بالأذى و بالقول و السّبّ أشدّ ممّا تتأذّى به من الطّعن و الضّرب.
و لهذا عفا (صلى اللّه عليه و سلم) عن كلّ من تعرّض لقتله، و أهدر دم كلّ من تعرّض لشتمه.
و مع ذلك فقد كان (صلى اللّه عليه و سلم) صابرا على ما ناله من الأذى في نفسه أو عرضه أو أهله، لعلمه بأنّ الامتحان عنوان الإيمان الّذي يتبيّن به جواهر الرّجال، كما قيل: عند الامتحان يكرم المرء أو يهان. و أنّ أشدّ النّاس بلاء الأنبياء ثمّ الأمثال فالأمثل، زيادة في حسناتهم و رفع درجاتهم.
[دخول النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) مكّة في جوار المطعم بن عديّ]
و لمّا بلغ (صلى اللّه عليه و سلم) في مرجعه من (الطّائف) (حراء)، بعث إلى الأخنس بن شريق ليجيره فاعتذر، و قال: (إنّما أنا حليف و الحليف لا يجير)، فبعث إلى سهيل بن عمرو فاعتذر، و قال: