responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر    جلد : 1  صفحه : 177

فأنزل اللّه تعالى: وَ الضُّحى‌. وَ اللَّيْلِ إِذا سَجى‌. ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ ما قَلى‌ إلى آخر السّورة [1].

[حجب الشّياطين عن استراق السّمع عند مبعثه (صلى اللّه عليه و سلم)‌]

و في «الصّحيحين»، عن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما، قال انطلق رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) في طائفة من أصحابه، عامدين إلى سوق عكاظ، و قد حيل بين الشّياطين و بين خبر السّماء، و أرسلت عليهم الشّهب/، فرجعت الشّياطين، فقالوا: ما لكم؟ قالوا: حيل بيننا و بين خبر السّماء، و أرسلت علينا الشّهب، فقالوا: ما حال بينكم و بين خبر السّماء إلّا أمر حدث، فاضربوا مشارق الأرض و مغاربها، فانطلق الّذين توجّهوا منهم نحو (تهامة)، فإذا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ب (نخلة) [2]، يصلّي بأصحابه صلاة الفجر، فلمّا سمعوا القرآن عجبوا له، و قالوا: هذا الّذي حال بينكم و بين خبر السّماء، و رجعوا إلى قومهم، فقالوا: يا قومنا، إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً. يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَ لَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً [سورة الجنّ 72/ 1- 2] فأنزل اللّه تعالى على نبيّه: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ‌ [سورة الجنّ 72/ 1] [3].

[دعوة النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) قومه إلى الإسلام سرّا]

و لمّا بعث (صلى اللّه عليه و سلم) أخفى أمره، و جعل يدعو أهل (مكّة)، و من أتى إليها سرّا، فامن به ناس من ضعفاء الرّجال و النّساء و الموالي، و هم أتباع الرّسل؛ كما في حديث أبي سفيان عن هرقل، فلقوا من المشركين في ذات اللّه تعالى أنواع الأذى، فما ارتدّ أحد منهم عن دينه، و لا التوى، و لذلك أشار (صلى اللّه عليه و سلم) بقوله: «إنّ هذا الدّين‌


[1] أخرجه البخاريّ، برقم (4667). عن جندب بن سفيان رضي اللّه عنه.

[2] موضع بالحجاز قريب من مكّة فيه نخل و كروم.

[3] أخرجه البخاريّ، برقم (739). و مسلم برقم (449/ 149).

نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست