نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 101
جزيلة، و أخبره أنّه يجد في الكتب القديمة أنّ هذا أوان وجود النّبيّ الأمّيّ العربيّ القرشيّ الهاشميّ، و أنّ صفته كذا و كذا، فأخبره عبد المطّلب أنّ عنده غلاما بتلك الصّفة، فأوصاه به، و حذّره من كيد اليهود و النّصارى. فمات عبد المطّلب في تلك السّنة.
[الرّاهب بحيرا يبشّر به (صلى اللّه عليه و سلم)]
و ممّن بشّر به (صلى اللّه عليه و سلم): بحيرا الرّاهب- بفتح الموحّدة و كسر المهملة ممدودا- و ذلك أنّ عمّه أبا طالب خرج به إلى (الشّام) في السّنة الثّانية عشرة من ولادته (صلى اللّه عليه و سلم)، فلمّا بلغوا (بصرى) من أرض (الشّام) رآه الرّاهب المذكور معهم، فعرفه بصفاته المذكورة عنده في الإنجيل، فأمر أبا طالب أن يردّه، و ناشده اللّه في ذلك خوفا عليه من كيد اليهود و النّصارى، فرجع به، و زوّده الرّاهب شيئا من الكعك و الزّبيب.
[ثني بحيرا نفرا من النّصارى عن قتل الرّسول (صلى اللّه عليه و سلم)]
و روى التّرمذيّ في «جامعه» أنّ نفرا من النّصارى أتوا بحيرا الرّاهب بعد رجوع أبي طالب بالنّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و قالوا: إنّا خرجنا في طلب النّبيّ الأمّيّ، و إنّا وجدنا في كتبنا أنّه يمرّ بطريقك هذه في هذا الشّهر، و إنّا نريد قتله، فذكّرهم اللّه و قال: (أ رأيتم أمرا يريد اللّه أن يقضيه أ يقدر أحد أن يردّه؟ قالوا: لا، و انصرفوا عنه) [1].
[الرّاهب نسطور يبشّر به (صلى اللّه عليه و سلم)]
ثمّ بشّر به (صلى اللّه عليه و سلم): نسطور الرّاهب- بمهملات مع فتح النّون- و ذلك أنّه (صلى اللّه عليه و سلم) خرج في سنة خمس و عشرين من مولده مع ميسرة غلام خديجة رضي اللّه عنها، في تجارة لها، فلمّا نزل الرّكب بقرب صومعة [2] الرّاهب المذكور، نزل إليهم منها، و كان لا ينزل لأحد، و طاف فيهم حتّى رأى النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)، فعرف فيه علامات
[1] أخرجه التّرمذيّ، برقم (3620). عن أبي موسى رضي اللّه عنه.
[2] الصّومعة: بيت للنّصارى، كالصّومع؛ لدقّة في رأسها. (أنصاريّ).
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 101