responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 321

و ما حولها ثم صعد الى السماء فنزل المدينة و أشرقت أرض يثرب بنوره و كثير من الكواكب تحرّكت موافقات له ثم انّ ذلك القمر مع تلك الكواكب الجمة صعدت الى الهواء و هبطت فى حرم مكة و أرض يثرب مضيئة بعد كما كانت الا ثلاثمائة و ستين بيتا و فى رواية أربعمائة بيت* و لما انتهى ذلك القمر الى البلد الحرام استنار ما حول الحرم أيضا ثم سار القمر نحو المدينة و دخل منزل عائشة فانشقت الارض و توارى فيها فلما انتبه أبو بكر غلبة البكاء اذ كان ماهرا فى معرفة تعبير الرؤيا و مشهورا بين العرب بهذا الفنّ فنظر بنظر الاعتبار فى تعبير تلك الرؤيا فعلم ان ذلك القمر شمس فلك الرسالة و انّ تلك الكواكب اللوامع أصحابه و أقر باؤه الذين يختارون الغربة بموافقته و يهاجرون الى المدينة و رجوع ذلك القمر مع تلك الكواكب الى مكة دليل على ان فتح مكة سيحصل له و دخوله منزل عائشة علامة انها تشرف بشرف فراشه فى المدينة و انشقاق الارض و توارى القمر فيها مشير الى أن وفاته (صلى اللّه عليه و سلم) تكون بالمدينة و يدفن فى بيت عائشة فاعترى أبا بكر من هذه الرؤية غمان أحدهما غم الهجرة من دياره و ترك وطنه المألوف و الثانى غم مفارقة النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فتفكر فى نفسه فقال أمّا مفارقة النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فأمر صعب و أمّا الغربة فلا أباليها اذا كنت معه (صلى اللّه عليه و سلم) كما قيل‌

لو ضمنى بيت نمل و الحبيب به‌* * * لكان ذلك لى روض و بستان‌

و أطيب الارض ما للقلب فيه هوى‌* * * سم الخياط مع المحبوب ميدان‌

و قيل‌

رحب الفلاة مع الاعداء ضيقة* * * سم الخياط مع الاحباب ميدان‌

فترصد رفاقته و انتظر صحبته (صلى اللّه عليه و سلم)* و من تعبيرات أبى بكر ما ذكر فى حياة الحيوان انّ عائشة رضى اللّه عنها رأت ثلاثة أقمار سقطن فى حجرها فقال لها أبو بكر ان صدقت رؤياك فانه يدفن فى بيتك ثلاثة من خيار أهل الارض فلما دفن النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فى بيتها قال لها أبو بكر هذا أحد أقمارك و هو خيرها و اللّه أعلم*

(ذكر مشاورة قريش فى اخراجه أو حبسه أو قتله و اخبار جبريل بذلك اياه (صلى اللّه عليه و سلم) و اذنه له بالهجرة)

* قال أصحاب السير لما رأت قريش انّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أصابوا منعة و أصحابا بغير بلدهم و نزلوا دارا و وجدوا مهاجرا قريبا يهاجر إليه بقية أصحابه عرفوا انه قد عزم أن يلحق بهم و سيحميه المدنيون فخافوا خروجه إليهم و حذروا تفاقم أمره فاجتمعوا بدار الندوة للمشاورة و هى دار قصى بن كلاب و كانت قريش لا تقضى أمرا الا فيها و فيها يتشاورون و حجبوا الناس عن الدخول إليهم لئلا يدخل أحد من بنى هاشم فيطلع على حالهم فزعم ابن دريد فى الوشاح انهم كانوا خمسة عشر رجلا* و فى المولد لابن دحية كانوا مائة رجل و لما قعدوا للتشاور تبدى لهم ابليس فى صورة شيخ نجدى جليل فوقف على باب الدار فلما رأوه قالوا من الشيخ قال شيخ من أهل نجد سمع بالذى تواعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون و عسى أن لا يعدمكم منه رأى و نصح* و فى معالم التنزيل سمعت باجتماعكم فأردت أن أحضركم و لن تعدموا منى رأيا و نصحا قالوا ادخل فدخل معهم و قد اجتمع فيها أشراف قريش من كل قبيلة و فى رواية تبدى لهم الشيطان فى صورة شيخ نجدى لابس مرقع و جلس* و فى المواهب اللدنية تمثل لهم الشيطان فى صورة شيخ نجدى لانهم قالوا كما ذكره بعض أهل السير لا يدخلن فى المشاورة معكم أحد من أهل تهامة لانّ هواهم مع محمد فلذلك تمثل فى صورة شيخ نجدى قالوا من الشيخ و من أدخلك فى خلوتنا هذه بغير اذننا قال أنا شيخ من قبيلة نجد وجدت وجوهكم مليحة و رائحتكم طيبة أردت أن أسمع كلامكم و أقتبس منه شيئا و لقد أعرف مقصودكم و ان كنتم‌

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 321
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست