responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 110

لخؤولتهم و قرابتهم و اعظام الحرم أن يكون به بغى أو قتال ثم ان جرهما بغوا بمكة و استحلوا حلالا من الحرمة و ارتكبوا أمورا عظاما و أحدثوا فيها احداثا لم تكن فقام مضاض بن عمرو بن الحارث و هو مضاض الاصغر فيهم خطيبا فقال يا قوم احذروا البغى فانه لا بقاء لاهله قد رأيتم من كان قبلكم من العماليق استخفوا بالحرم فلم يعظموه و تنازعوا بينهم و اختلفوا حتى سلطكم اللّه عليهم فأخرجتموهم فتفرقوا فى البلاد فانكم ان فعلتم ذلك تخوّفت عليكم أن تخرجوا منه خروج ذل و صغار فقال قائل منهم يقال له مجدع من الذي يخرجنا منه ألسنا أعز العرب و أكثرهم رجالا و أموالا و سلاحا فقال مضاض اذا جاء الامر بطل ما تقولون فلم يقصروا عن شي‌ء مما كانوا يصنعون و كان للبيت خزانة بئر فى بطنها يلقى فيها الحلى و المتاع الذي يهدى له و هو يومئذ لا سقف له و تواعد له خمسة نفر من جرهم أن يسرقوا ما فيه فقام على كل زاوية من البيت رجل منهم و اقتحم الخامس فجعل اللّه عز و جل أعلاه أسفله و سقط منكسا فهلك و فرّ الاربعة الأخر* قال أهل العلم ان جرهما لما طغت فى الحرم دخل منهم رجل و امرأة يقال لهما أساف بن بغى و نائلة بنت ديك البيت ففجرا فيه فمسخهما اللّه تعالى حجرين فأخرجا من الكعبة فنصبا على الصفا و المروة ليعتبر بهما من رآهما و ليزدجر الناس عن مثل ما ارتكبا و يقال ان الرجل من جرهم و المرأة من قطورا ثم لم يزل أمرهما يندرس و يتقادم حتى صارا صنمين يعبدان و قال بعض أهل العلم انه لم يفجر بها فى البيت و انما قبلها و قيل ان عمرو بن لحىّ دعا الناس الى عبادتهما و قال انما نصبا هاهنا لان آباءكم و من كان قبلكم كانوا يعبدونهما و انما ألقاه عليه ابليس و كان عمرو فيهم شريفا مطاعا متبعا و قد اختلف أهل العلم فى نسبهما و المشهور أن الرجل أساف بن سهيل و المرأة نائلة بنت عمرو بن ديك و لم يزالا يعبدان و يستملهما الطائف اذا فرغ حتى كان يوم الفتح فكسرا* و فى شفاء الغرام اختلف أهل الاخبار فيمن أخرج جرهما من مكة اختلافا يعسر التوفيق بينه قيل ان بنى بكر بن عبد منات بن كنانة و غبشان ابن خزاعة أخرجوا جرهما من مكة لبغيهم فيها كما سيجي‌ء و قيل ان بنى عمرو بن عامر ماء السماء أخرجوا جرهما من مكة حين لم يترك جرهم بنى عمرو بن عامر أن يقيموا عندهم بمكة حتى يصل إليهم روّادهم و قيل ان عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو أخرج جرهما حين طلب حجابة البيت لسيادته و شرفه و قيل ان بنى اسماعيل أخرجوا جرهما من مكة بعد أن سلط اللّه على جرهم آفات من الرعاف و النمل الذي فنى به أكثر من أصابهم بمكة و قيل ان اللّه سلط على الذين يلون البيت من جرهم دواب شبيهة بالنغف فهلك منهم ثمانون كهلا فى ليلة واحدة سوى الشباب حتى جلوا من مكة الى أطم و القول الاوّل ذكره ابن اسحاق لانه قال ثم ان جرهما لما بغوا فى مكة و استحلوا حلالا من الحرمة و ظلموا من دخلها من غير أهلها و أكلوا مال الكعبة الذي يهدى لها فرّق أمرهم و كان ملكهم يومئذ عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمى فلما رأت بنو بكر بن عبد منات بن كنانة و غبشان من خزاعة ذلك أجمعوا لحربهم و اخراجهم من مكة فآذنوهم بالحرب فاقتتلوا هم و اياهم فغلبتهم بنو بكر و غبشان فنفوهم من مكة و كانت مكة فى الجاهلية لا تقرّ فيها ظلما و لا بغيا لا يبغى فيها أحد الا أخرجته يقال ما سميت مكة بالناسة بالنون و السين المهملة الا أنها تنسّ من ألحد فيها اى تطرده و تنفيه أو لقلة مائها و النس اليبس كذا قاله الماوردى و لا يريدها ملك يستحل حرمتها الا هلك و يقال ما سميت باسة بالباء الموحدة و السين المهملة الا لانها تبسّ من ألحد فيها أى تحطمه و منه قوله تعالى و بست الجبال بسا كذا ذكرهما أى الروايتين بالنون و الباء فى زبدة الاعمال* و يقال ما سميت ببكة الا لانها تبك أعناق الجبابرة اذا أحدثوا فيها شيئا أى تدقها و ما قصدها جبار الا قصمه اللّه تعالى أو من الازدحام أى ازدحام الناس فيها يبك بعضهم بعضا أى يدفع فى ازدحام الطواف و عن ابن عباس أنه قال مكة من الفج الى التنعيم و بكة

من البيت الى البطحاء و قال‌

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست