نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 1 صفحه : 68
قال: فتبسم رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- و لم ينكر عليه. الحديث [1]، و تأتى تتمته قريبا إن شاء اللّه تعالى-.
و يعنى بالذبيحين: عبد اللّه و إسماعيل بن إبراهيم.
و إن كان قد ذهب بعض العلماء إلى أن الذبيح إسحاق.
فإن صح هذا، فالعرب تجعل العم أبا، قال اللّه تعالى إخبارا عن بنى يعقوب7: أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَ إِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ[2].
و فى حديث معاوية- الموعود بتتمته قريبا- قال معاوية: إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر للّه إن سهل الأمر بها أن ينحر بعض ولده، فأخرجهم فأسهم بينهم فخرج السهم لعبد اللّه، فأراد ذبحه فمنعه أخواله من بنى مخزوم، و قالوا أرض ربك، وافد ابنك، ففداه بمائة ناقة، فهو الذبيح الأول و إسماعيل الذبيح الثانى.
قال ابن القيم: «و مما يدل على أن الذبيح إسماعيل، أنه لا ريب أن الذبح كان بمكة، و لذلك جعل القرابين يوم النحر بها، كما جعل السعى بين الصفا و المروة و رمى الجمرات تذكيرا بشأن إسماعيل و أمه، و إقامة لذكر اللّه تعالى، و معلوم أن إسماعيل و أمه هما اللذان كانا بمكة دون إسحاق و أمه».
ثم قال: «و لو كان الذبح بالشام- كما يزعم أهل الكتاب، و من تلقى عنهم- لكانت القرابين و النحر بالشام لا بمكة».
«و أيضا فإن اللّه سمى الذبيح حليما، لأنه لا أحلم ممن سلم نفسه للذبح طاعة لربه، و لما ذكر إسحاق سماه: عليما».
«و أيضا: فإن اللّه أجرى العادة البشرية: أن بكر الأولاد أحب إلى الوالدين ممن بعده، و إبراهيم لما سأل ربه الولد، و وهبه له تعلقت شعبة من