نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 1 صفحه : 357
و معنى قوله: «إلا الإبقاء عليهم» أى لم يمنعه من أمرهم بالرمل فى جميع الطوفات إلا الرفق بهم، و الإشفاق عليهم.
ثم طاف رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- بين الصفا و المروة على راحلته، فلما كان الطواف السابع عند فراغه- و قد وقف الهدى عند المروة- قال: هذا المنحر، و كل فجاج مكة منحر [1].
فنحر عند المروة. و حلق هناك، و كذلك فعل المسلمون.
و أمر رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- ناسا منهم أن يذهبوا إلى أصحابهم ببطن يأجج، فيقيموا على السلاح، و يأتى الآخرون فيقضوا نسكهم ففعلوا.
و أقام رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- بمكة ثلاثا.
و فى البخاري من حديث البراء (.. فلما دخلها- يعنى مكة- و مضى الأجل، أتوا عليّا فقالوا: قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل) [2].
(فخرج النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- فتبعته ابنة حمزة تنادى: يا عم يا عم، فتناولها على فأخذ بيدها و قال لفاطمة دونك ابنة عمك، فحملتها، فاختصم فيها على و زيد و جعفر، قال على: أنا أخذتها و هى بنت عمى. و قال جعفر: ابنة عمى و خالتها تحتى، و قال زيد ابنة أخى فقضى بها النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- لخالتها و قال:
و إنما أقرهم النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- على أخذها مع اشتراط المشركين أن لا يخرج بأحد من أهلها أراد الخروج، لأنهم لم يطلبوها.
[1] صحيح: أخرجه أبو داود (1937) فى المناسك، باب: الصلاة بجمع، و ابن ماجه (3048) فى المناسك، باب: الذبح، من حديث جابر- رضى اللّه عنه-، و أخرجه أبو داود (2324) فى الصيام، باب: إذا أخطأ القوم الهلال من حديث أبى هريرة- رضى اللّه عنه-، و الحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن أبى داود».
[2] صحيح: و الحديث عند البخاري (2700) فى الصلح، باب: كيف يكتب هذا ما صالح فلان ابن فلان، و مسلم (1783) فى الجهاد و السير، باب: صلح الحديبية فى الحديبية.