نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 1 صفحه : 318
و زاد أحمد: كان أبو هريرة يقول: ما رأيت أحدا قط كان أكثر مشاورة لأصحابه من رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- [1].
و فى رواية للبخارى: (حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم-:
«إن خالد بن الوليد بالغميم فى خيل لقريش طليعة، فخذوا ذات اليمين»، فو اللّه ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش، فانطلق يركض نذيرا لقريش) [2].
(و سار النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم-، حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت راحلته، فقال الناس: حل حل فألحت- يعنى تمادت على عدم القيام- فقالوا:
خلأت القصواء خلأت القصواء. فقال النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم-: «ما خلأت القصواء و ما ذاك لها بخلق، و لكن حبسها حابس الفيل» [3].
أى حبسها اللّه عن دخول مكة كما حبس الفيل عن دخولها، و مناسبة ذلك أن الصحابة لو دخلوا مكة على تلك الصورة، و صدتهم قريش لوقع بينهم القتال المفضى إلى سفك الدماء و نهب الأموال، كما لو قدر دخول الفيل، لكن سبق فى علم اللّه أنه سيدخل فى الإسلام منهم خلق، و يستخرج من أصلابهم ناس يسلمون و يجاهدون. انتهى.
ثم قال- صلى اللّه عليه و سلم-: «و الذي نفسى بيده، لا يسألونى خطة يعظمون فيها حرمات اللّه إلا أعطيتهم إياها».
(ثم زجرها فوثبت. قال: فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء- يعنى حفرة فيها ماء قليل- يتبرضه الناس تبرضا- أى يأخذونه قليلا قليلا- فلم يلبثه الناس حتى نزحوه، و شكى إلى رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- العطش، فانتزع سهما من كنانته، ثم أمرهم أن يجعلوه فيه، فو اللّه ما زال يجيش لهم بالرى حتى صدروا عنه).