نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 1 صفحه : 256
و فيه- كما قدمناه فى غزوة بدر- أن قتال الملائكة معه- صلى اللّه عليه و سلم- لا يختص بيوم بدر، خلافا لمن زعمه، كما نص عليه النووى فى شرح مسلم كما قدمته و اللّه أعلم.
و لما بكى المسلمون على قتلاهم سر بذلك المنافقون و ظهر غش اليهود.
ذكر القاضى عياض فى الشفاء عن القاضى أبى عبد اللّه بن المرابط من المالكية أنه قال: من قال إن النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- هزم يستتاب فإن تاب و إلا قتل، لأنه تنقص، إذ لا يجوز ذلك عليه فى خاصته، إذ هو على بصيرة من أمره و يقين من عصمته. انتهى.
و هذا موافق لمذهبنا. لكن قال العلامة البساطى من المالكية: هذا القائل إن كان يخالف فى أصل المسألة، أعنى حكم الساب، فله وجه، و إن وافق على أن الساب لا تقبل توبته فمشكل انتهى.
و قد كان فى قصة أحد، و ما أصيب به المسلمون من الفوائد و الحكم الربانية أشياء عظيمة.
منها: تعريف المسلمين سوء عاقبة المعصية و شؤم ارتكاب النهى، لما وقع من ترك الرماة موقعهم الذي أمرهم رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- أن لا يبرحوا منه.
و منها: أن عادة الرسل أن تبتلى ثم تكون لهم العافية، و الحكمة فى ذلك أن لو انتصروا دائما لدخل المسلمين من ليس منهم و لم يتميز الصادق من غيره و لو انكسروا دائما لم يحصل المقصود من البعثة، فاقتضت الحكمة الجمع بين الأمرين ليتميز الصادق من الكاذب. و ذلك أن نفاق المنافقين كان مخفيّا عن المسلمين فلما جرت هذه القصة و أظهر أهل النفاق ما أظهروه من الفعل و القول حتى عاد التلويح تصريحا، و عرف المسلمون أن لهم عدوّا فى دارهم، و استعدوا لهم و تحرزوا منهم.
و منها: أن فى تأخير النصر فى بعض المواطن هضما للنفس و كسرا لشماختها فلما ابتلى المسلمون صبروا و جزع المنافقون.
نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 1 صفحه : 256