responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 317

في الجنة و قتلاهم في النار؟ قال: بلى. قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا، و نرجع و لما يحكم اللّه بيننا و بينهم، قال: «يا ابن الخطاب إني رسول اللّه و لست أعصيه، و هو ناصري، و لن يضيعني أبدا» قال: أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: بلى، «فأخبرتك أنا نأتيه العام؟ قال: لا. قال: فإنك آتيه و مطوف به».

ثم انطلق عمر متغيظا فأتى أبا بكر، فقال له كما قال لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، ورد عليه أبو بكر، كما رد عليه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) سواء، و زاد: فاستمسك بغرزه حتى تموت، فو اللّه إنه لعلى الحق.

ثم نزلت: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً إلخ فأرسل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى عمر فأقرأه إياه، فقال: يا رسول اللّه أو فتح هو؟ قال: نعم. طابت نفسه و رجع.

ثم ندم عمر على ما فرط منه ندما شديدا. قال عمر: فعملت لذلك أعمالا، ما زلت أتصدق و أصوم و أصلي و أعتق من الذي صنعت يومئذ، مخافة كلامي الذي تكلمات به، حتى رجوت أن يكون خيرا [1].

انحلت أزمة المستضعفين‌

و لما رجع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى المدينة، و اطمأن بها، انفلت رجل من المسلمين، ممن كان يعذب في مكة، و هو أبو بصير رجل من ثقيف حليف لقريش، فأرسلوا في طلبه رجلين و قالوا للنبي (صلّى اللّه عليه و سلم) العهد الذي جعلت لنا، فدفعه النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى الرجلين، فخرجا به حتى بلغا ذا الحليفة، فنزلوا يأكلون من تمر لهم، فقال أبو بصير لأحد الرجلين: و اللّه إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيدا. فاستله الآخر، فقال: أجل. و اللّه إنه لجيد، لقد جربت به ثم جربت فقال أبو بصير: أرني أنظر إليه، فأمكنه منه، فضربه حتى برد.

و فر الآخر حتى أتى المدينة، فدخل المسجد يعدو، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) حين رآه:

لقد رأى هذا ذعرا، فلما انتهى إلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) قال: قتل صاحبي، و إني لمقتول، فجاء أبو بصير و قال: يا نبي اللّه، قد و اللّه أوفى اللّه ذمتك، قد رددتني إليهم، ثم أنجاني اللّه منهم،


[1] انظر لتفصيل هذه الغزوة و الهدنة، فتح الباري 7/ 439 إلى 458، صحيح البخاري 1/ 378، 379، 380، 381، 2/ 598، 600، 717، صحيح مسلم 2/ 104، 105، 106، ابن هشام 2/ 308 إلى 322، زاد المعاد 2/ 122، 123، 124، 125، 126، 127، مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد اللّه النجدي ص 207 إلى 305، تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي ص 39، 40.

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست