responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 148

ثم خرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و اخترق صفوفهم، و أخذ حفنة من البطحاء فجعل يذره على رءوسهم، و قد آخذ اللّه أبصارهم عنه فلا يرونه، و هو يتلو: وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ‌ [يس: 9] فلم يبق منهم رجل إلا و قد وضع على رأسه ترابا، و مضى إلى بيت أبي بكر، فخرجا من خوخة في دار أبي بكر ليلا حتى لحقا بغار ثور في اتجاه اليمن‌ [1].

و بقي المحاصرون ينتظرون حلول ساعة الصفر، و قبيل حلولها تجلت لهم الخيبة و الفشل، فقد جاءهم رجل ممن لم يكن معهم، و رآهم ببابه فقال: ما تنتظرون؟ قالوا:

محمدا. قال: خبتم و خسرتم، قد و اللّه مر بكم، و ذر على رءوسكم التراب، و انطلق لحاجته، قالوا: و اللّه ما أبصرناه، و قاموا ينفضون التراب عن رءوسهم.

و لكنهم تطلعوا من صير الباب فرأوا عليا، فقالوا: و اللّه إن هذا لمحمد نائما، عليه برده، فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا. و قام عليّ عن الفراش، فسقط في أيديهم، و سألوه عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فقال: لا علم لي به‌ [2].

من الدار إلى الغار

غادر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بيته في ليلة 27 من شهر صفر سنة 14 من النبوة الموافق 12/ 13 سبتمبر سنة 622 م‌ [3]. و أتى إلى دار رفيقه- و آمن الناس عليه في صحبته و ماله- أبي بكر رضي اللّه عنه. ثم غادرا منزل الأخير من باب خلفي، ليخرجا من مكة على عجل، و قبل أن يطلع الفجر.

و لما كان النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) يعلم أن قريشا ستجد في الطلب، و أن الطريق الذي ستتجه إليه الأنظار لأول وهلة هو طريق المدينة الرئيسي المتجه شمالا، فقد سلك الطريق الذي يضاده تماما، و هو الطريق الواقع جنوب مكة، و المتجه نحو اليمن. سلك هذا الطريق نحو خمسة أميال، حتى بلغ إلى جبل يعرف بجبل ثور، و هذا جبل شامخ، وعر الطريق، صعب المرتقى، ذا أحجار كثيرة، فحفيت قدما رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و قيل: بل كان يمشي في الطريق‌


[1] نفس المصدر 1/ 483، زاد المعاد 2/ 52.

[2] نفس المصدرين السابقين.

[3] رحمة للعالمين 1/ 95- و يكون شهر صفر هذا من السنة الرابعة عشر من النبوة إذا فرضنا بداية السنين من شهر محرم، و أما إذا بدأنا السنين من الشهر الذي أكرم اللّه فيه نبيه (صلّى اللّه عليه و سلم) بالنبوة، فيكون شهر صفر هذا من السنة الثالثة عشر قطعا. و عامة من يكتب في السيرة ربما يختار هذا، و ربما يختار ذلك، فكثيرا ما يتخبط في ترتيب الوقائع، و يقع في أغلاط و نظرا إلى ذلك. اخترنا بداية السنين من شهر محرم.

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست