- أتاهم في منازلهم فدعاهم إلى اللّه، و عرض عليهم نفسه، فلم يكن أحد من العرب أقبح عليه ردا منهم.
3- و أتى إلى بني عامر بن صعصعة
، فدعاهم إلى اللّه، و عرض عليهم نفسه، فقال بحيرة بن فراس (رجل منهم): و اللّه لو أني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب، ثم قال: أ رأيت إن نحن بايعناك على أمرك، ثم أظهرك اللّه على من خالفك أ يكون لنا الأمر من بعدك؟ قال: الأمر إلى اللّه، يضعه حيث يشاء، فقال له: أ فتهدف نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك اللّه كان الأمر لغيرنا، لا حاجة لنا بأمرك، فأبوا عليه.
و لما رجعت بنو عامر تحدثوا إلى شيخ لهم لم يواف الموسم، لكبر سنه، و قالوا له:
جاءنا فتى من قريش من بني عبد المطلب، يزعم أن نبي، يدعونا إلى أن نمنعه، و نقوم معه، و نخرج به إلى بلادنا، فوضع الشيخ يديه على رأسه، ثم قال: يا بني عامر هل لها من تلاف؟ لذناباها [1] من مطلب؟ و الذي نفس فلان بيده ما تقولها إسماعيلي قط، و إنها لحق، فأين رأيكم كان عنكم [2]؟
[الأفراد الذين عرض عليهم الإسلام]
المؤمنون من غير أهل مكة
و كما عرض رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) الإسلام على القبائل و الوفود، عرض على الأفراد و الأشخاص، و حصل من بعضهم على ردود صالحة، و آمن به عدة رجال بعد هذا الموسم بقليل. و هناك لوحة منهم:
1- سويد بن صامت
- كان شاعرا لبيبا من سكان يثرب، يسميه قومه الكامل، لجلده و شعره و شرفه و نسبه، جاء مكة حاجا أو معتمرا، فدعاه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى الإسلام، فقال:
لعل الذي معك مثل الذي معي. فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «و ما الذي معك». قال: حكمة لقمان. قال: «اعرضها عليّ». فعرضها، فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «إن هذا الكلام حسن، و الذي معي أفضل من هذا، قرآن أنزله اللّه تعالى عليّ، هو هدي و نور»، فتلا عليه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) القرآن، و دعاه إلى الإسلام، فأسلم، و قال: إن هذا لقول حسن. فلما قدم المدينة لم يلبث أن قتل يوم بعاث [3]. و كان إسلامه في أوائل سنة 11 من النبوة [4].
[1] مثل يضرب لما فات، و أصله من ذنابي الطائر إذا أفلت من حباله فطلبت الأخذ بذناباه.