وسمعت أبا
القاسم الحسين بن محمد الأديب يقول : سمعت أبا المضر محمد بن أحمد ابن منصور يقول
: سمعت أبا عمر غلام ثعلب يقول : كان الرجل إذا أطاع ودان إذا عصى ، ودان إذا عزّ
وكان إذا ذلّ ، ودان إذا قهر.
وقال محمد بن
كعب القرضي : مالك يوم لا ينفع فيه إلّا الدين ، وهذه من قول الله تعالى : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا
مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[٥] ، وقوله : (وَما أَمْوالُكُمْ
وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلَّا مَنْ آمَنَ
وَعَمِلَ صالِحاً)[٦].
وإنما خصّ يوم
الدين بكونه مالكا له ؛ لأن الأملاك في ذلك اليوم زائلة [فينفرد تعالى بذلك] [٧] ، وهي باطلة
والأملاك خاصة. وقيل : خص (يَوْمِ الدِّينِ) بالمالك فيه ؛ لأن ملك الدنيا قد اندرج في قوله : (رَبِّ الْعالَمِينَ)[٨] ، فأثبت أنه مالك الآخرة بقوله : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) ؛ ليعلم أن الملك له في الدارين. وقيل : إنما خصّ (يَوْمِ الدِّينِ) بالذكر ؛ تهويلا وتعظيما لشأنه كما قال تعالى : (يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ * لا يَخْفى عَلَى اللهِ
مِنْهُمْ شَيْءٌ)[٩] ، ولا خفاء بهم في كل الأوقات عن الله عزوجل.