responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 1  صفحه : 116

حصادك يوما ما زرعت وإنما

يدان الفتى يوما كما هو دائن [١]

وقال عثمان بن زيات : يوم القهر والغلبة ، تقول العرب : مدان فدان ، أي قهرته فخضع وذلّ. وقال الأعشى :

هو دان الرباب إذ كرهوا الدين

دراكا بغزوة وارتحال

ثم دانت بعد الرباب وكانت

كعذاب عقوبة الأقوال [٢]

وسمعت أبا القاسم الحسين بن محمد الأديب يقول : سمعت أبا المضر محمد بن أحمد ابن منصور يقول : سمعت أبا عمر غلام ثعلب يقول : كان الرجل إذا أطاع ودان إذا عصى ، ودان إذا عزّ وكان إذا ذلّ ، ودان إذا قهر.

وقال الحسن بن الفضل : يوم الإطاعة ، قال زهير :

لئن حللت بواد في بني أسد

في دين عمرو وحالت بيننا فدك [٣]

أي في طاعة ، وكل ما أطيع الله فيه فهو دين.

وقال بعضهم : يوم العمل ، قال الفراء : دين الرجل خلقه وعمله وعادته ، وقال المثقب العبدي :

تقول إذا درأت وضيني لها

أهذا دينه أبدا وديني [٤]

وقال محمد بن كعب القرضي : مالك يوم لا ينفع فيه إلّا الدين ، وهذه من قول الله تعالى : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [٥] ، وقوله : (وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً) [٦].

وإنما خصّ يوم الدين بكونه مالكا له ؛ لأن الأملاك في ذلك اليوم زائلة [فينفرد تعالى بذلك] [٧] ، وهي باطلة والأملاك خاصة. وقيل : خص (يَوْمِ الدِّينِ) بالمالك فيه ؛ لأن ملك الدنيا قد اندرج في قوله : (رَبِّ الْعالَمِينَ) [٨] ، فأثبت أنه مالك الآخرة بقوله : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) ؛ ليعلم أن الملك له في الدارين. وقيل : إنما خصّ (يَوْمِ الدِّينِ) بالذكر ؛ تهويلا وتعظيما لشأنه كما قال تعالى : (يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ * لا يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ) [٩] ، ولا خفاء بهم في كل الأوقات عن الله عزوجل.


[١] تفسير القرطبي : ١ / ١٤٤.

[٢] الصحاح : ٥ / ٢١١٨.

[٣] لسان العرب : ١٠ / ٤٧٣.

[٤] الصحاح : ٥ / ٢١١٨.

[٥] سورة الشعراء : ٨٨ ـ ٨٩.

[٦] سورة سبأ : ٣٧.

[٧] زيادة لتقويم النص.

[٨] سورة الحمد : ٢.

[٩] سورة غافر : ١٦.

نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست