نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 1 صفحه : 100
وجنّبهم الآفات ، وقطع عنهم المطاعم واللذات. و (الرَّحِيمِ) بأهل الأرض حين أرسل إليهم الرسل وأنزل عليهم الكتب ،
وأعذر إليهم في النصيحة وصرف عنهم البلايا.
وقال عكرمة : (الرَّحْمنِ) برحمة واحدة ، و (الرَّحِيمِ) بمائة رحمة وهذا المعنى قد اقتبسه من قول النبي صلىاللهعليهوسلم الذي حدّثناه أبو القاسم الحسن بن محمد النيسابوري ،
حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يزيد النسفي بمرو ، حدّثنا أبو هريرة وأحمد
بن محمد بن شاردة الكشي ، حدّثنا جارود ابن معاذ ، أخبرنا عمير بن مروان عن عبد
الملك أبي سليمان عن عطاء عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن لله تعالى مائة رحمة أنزل منها واحدة إلى الأرض
فقسمها بين خلقه ، فبها يتعاطفون ، وبها يتراحمون ، وأخّر تسعة وتسعين لنفسه يرحم
بها عباده يوم القيامة» [١] [١٥].
وفي رواية أخرى
: «إن الله تعالى قابض هذه إلى تلك فمكملها مائة يوم القيامة ، يرحم بها عباده» [٢] [١٦].
وقال ابن
المبارك : ((الرَّحْمنِ) : الذي إذا سئل أعطى ، و (الرَّحِيمِ) إذا لم يسأل غضب. يدلّ عليه ما
حدّثنا أبو
القاسم المفسّر ، حدّثنا أبو يوسف رافع بن عبد الله بمرو الروذ ، حدّثنا خلف ابن
موسى : حدّثنا محمود بن خداش ، حدّثنا هارون بن معاوية ، حدّثنا أبو الملج وليس
الرقّي عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : من لم يسأل الله يغضب عليه [٣] ، نظمه الشاعر فقال :
وسمعت الحسن بن
محمد يقول : سمعت إبراهيم بن محمد النسفي يقول : سمعت أبا عبد الله ـ وهو ختن أبي
بكر الوراق ـ يقول : سمعت أبا بكر محمد بن عمر الورّاق يقول : ((الرَّحْمنِ) : بالنعماء وهي ما أعطي وحبا ، و (الرَّحِيمِ) بالآلاء وهي ما صرف وزوى).
وقال محمد بن
علي المزيدي : (الرَّحْمنِ) بالانقاذ من النيران ، وبيانه قوله تعالى : (وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ
فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها)[٥] ، و (الرَّحِيمِ) بإدخالهم الجنان ، بيانه : (ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ)[٦].
وقال المحاسبي
: ((الرَّحْمنِ) : برحمة النفوس ، و (الرَّحِيمِ) برحمة القلوب).
[١] صحيح مسلم : ٨ /
٩٦ ، سنن ابن ماجة : ٢ / ١٤٣٥ بتفاوت.