responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
   ««اول    «قبلی
   جلد :
نام کتاب : نسيم الصبا نویسنده : ابن حبيب الحلبي    جلد : 1  صفحه : 37
إلام تهتمون في إدراك الغرض؟! وتذهبون جوهر نفوسكم في تحصيل العرض؟! وتستبدلون الضلالة بالهدى؟! وترتدون بما يوقعكم في الردى. وتسمحون بشركم وتبخلون بخيركم؟! وتسوفون بالعمل كأن منفعته لغيركم؟! ألا حسنوا الصفات، لتكريم الذات. وأكثروا من ذكر هاذم اللذات واستيقظوا من سنة الفترة واتقوا النار ولو بشق تمره، فأنى بكم إذا أصبحتم أمواتاً؟ ! وعدتم بعد الرفاهية رفاتاً؟؟؟! ونقلتم إلى دار البلى، وأجيب السائل عن بقائكم بلا؟ ! وفجع بكم الأحباب، وغلقت دونكم الأبواب؟ ! وانقلبتم في قليب البرزخ، وأضحت عقودكم تحل وتفسخ؟! أم كيف بكم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور؟ ! ووقفتم للعرض على من بيده مقاليد الأمور؟! " فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ".
ثم إنه بسط للدعاء يديه، وأجرى سوابق دمعه على خديه. فبكى القوم لبكائه، وأمنوا على صالح دعائه. فلما فرغ اقبل الناس إليه، وأكثروا من تعظيمه والثناء عليه. فمن لاثم راحته، وقاصد بالجود راحته، وملتمس بركة عنايته، وناطق بشكر نصحه وهدايته. وهو يروح أرواحهم المكروبة، ويسقي كل واحد منهم مشروبه. ثم ولى يتهادى بين صحابته، وانسحبت عنا أذيال سحابته.
فمضيت قرير الناظر، منشرح للصدر والخاطر، متعظاً بما استمعت من قول النصيح، مستنشقاً من عرف الشيخ عرف الشيح، حامداً صحبة المشير الذي لم يزل من المحسنين، مصلياً على من أنزل عليه: " وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ".
هذا آخر ما نطق به لسان اليراع، وانتهى ما أورده نسيم الصبا من أحباره الطيبة على الأسماع. والله المسئول في غفر الذنوب وستر العوار، ومسامحة ذي اللعب والخوض، بوروده الحوض، يوم الأوار. وله الحمد على سابغ نعمه، وما من به من فيض فضله ودوام ديمه. والصلاة والسلام، على صاحب المقال والمقام، سيدنا محمد المؤيد باللسن والبراعة صلاةً وسلاماً دائمين إلى يوم الساعة آمين.
نام کتاب : نسيم الصبا نویسنده : ابن حبيب الحلبي    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
   ««اول    «قبلی
   جلد :
فرمت PDF شناسنامه فهرست