نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 1 صفحه : 493
الأمثال:
قال [1] اللّه تعالى: يََا أَيُّهَا اَلنََّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ اَلَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اَللََّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبََاباً وَ لَوِ اِجْتَمَعُوا لَهُ الآية. معنى ضرب أثبت و ألزم، نحو ضربت عليه الذلة، و ضربت عليهم الجزية، و يحتمل أن يكون من الضريب الذي هو المثل، و هذا المثل من أبلغ ما أنزل اللّه تعالى في تجهيل قريش و استركاك عقولهم، و الشهادة على أن الشيطان خدعهم، حيث وصفوا بالالهية التي تقتضي الاقتدار على المقدورات كلها، و الاحاطة بالمعلومات عن آخرها، صورا و تماثيل و أدل من ذلك على عجزهم، و انتفاء قدرتهم، أن هذا الخلق الأذل الأقل، لو اختطف منهم شيئا، فاجتمعوا على أن يستخلصوه منه، لم يقدروا. و عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أن الأصنام كانت ثلاثمائة و ستين صنما حول الكعبة، و كانوا يضمخونها بأنواع الطيب و يطلون رءوسها بالعسل، و كان الذباب يذهب بذلك، و كانوا يتألمون من هذه الجهة. فجعلت مثلا.
و قالوا: «أجرأ من ذبابة و أهون من ذبابة [2] » . «و اطيش و أخطأ من الذباب» [3] لأنه يلقي نفسه في الشيء الحار، و الشيء الذي يلتصق به و لا يمكنه التخلص و قالوا [4] : «أوغل من ذباب: قال الشاعر:
أوغل في التطفيل من ذباب # على طعام و على شراب
لو أبصر الرغفان في السحاب # لطار في الجو بلا حجاب
قال أبو عبيد كان رجل من أهل الكوفة يقال له طفيل بن دلال من بني عبد اللّه بن غطفان، و كان يأتي الولائم من غير أن يدعى إليها، و كان يقال له طفيل الأعراس، و كان أول رجل لابس هذا العمل في الأمصار فصار مثلا ينسب إليه كل من يقتدي به. و قالوا [5] : «أزهى من ذبابة» . و قالوا: «أصابه ذباب لادغ» يضرب لمن نزل به شر عظيم يرق له من سمعه، و قالوا ما يساوي متك ذباب يضرب للشيء الحقير، و المتك العرق الذي في باطن الذكر، و هو كالخيط في باطنه على خلقة العجان. و في كتاب النصائح لابن ظفر قال: رأيت في أخبار بعض الملوك أن وزيره أشار عليه بجمع الأموال و ادخارها و قال: إن الرجال، و إن تفرقوا عنك اليوم، متى احتجتهم عرضت عليهم الأموال فتهافتوا عليك، فقال: هل لهذا من شاهد؟قال: نعم. هل بحضرتنا الساعة ذباب؟قال: لا. فأمر الوزير بجفنة فيها عسل، فأحضرت فتساقط عليهم الذباب، فاستشار الملك بعض خواص أصحابه، فنهاه عن ذلك، و قال: لا تغير قلوب الرجال، فليس كل وقت أردتهم يحضرون، فقال: فهل لذلك من دليل؟قال: نعم. إذا أمسينا أخبرتك فلما أظلم الليل. قال للملك: أحضر جفنة العسل، فأحضرت فلم تحضر ذبابة، فرجع الملك عن رأيه الأول.
الخواص:
قال الجاحظ: إذا ضرب اللبن بالكندس و نضح به البيت لم يدخله ذباب، و إذا أخذت ذبابة و فصلت رأسها و دلكت بها قرصة الزنبور سكنت، و إذا أحرق الذباب و سحق و خلط بعسل و طلي به داء الثعلب فإنه ينبت فيه الشعر، و إذا ماتت الذبابة، فنثر عليها خبث الحديد