نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 1 صفحه : 45
و روى الطبراني في معجمه الأوسط، و البيهقي أيضا في كتاب الدعوات الكبير، من حديث عكرمة، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما، قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا أراد الحاجة أبعد، فذهب يوما فقعد تحت شجرة فنزع خفيه، قال: و لبس أحدهما فجاء طائر فأخذ الخف الآخر فحلق به في السماء فانسل منه أسود سالخ فقال [1] صلى اللّه عليه و سلم: «هذه كرامة أكرمني اللّه بها، اللهم إني أعوذ بك من شر من يمشي على بطنه، و من شر من يمشي على رجلين، و من شر من يمشي على أربع» و سيأتي إن شاء اللّه تعالى في باب الغين المعجمة في الغراب حديث نظير هذا و هو صحيح الإسناد.
و روى أحمد في كتاب الزهد، عن سالم بن أبي الجعد قال: كان رجل من قوم صالح عليه السلام قد آذاهم فقالوا: يا نبي اللّه ادع اللّه عليه، فقال: اذهبوا فقد كفيتموه. قال: و كان يخرج كل يوم يحتطب، قال: فخرج يوما و معه رغيفان فأكل أحدهما، و تصدق بالآخر، قال:
فاحتطب ثم جاء بحطبه سالما يصيبه شيء. فجاءوا إلى صالح عليه السلام، و قالوا: قد جاء بحطبه سالما لم يصبه شيء. فدعاه صالح و قال: أي شيء صنعت اليوم؟قال: خرجت و معي قرصان فتصدقت بأحدهما و أكلت الآخر، فقال صالح: حل حطبك، فحل فإذا فيه أسود سالخ مثل الجذع، عاض على جزل من الحطب، فقال: بهذا دفع عنك يعني بالصدقة. و سيأتي إن شاء اللّه تعالى نظير هذا في الذئب في باب الذال المعجمة.
و روى الطبراني في معجمه الكبير، عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم: «أن نفرا مروا على عيسى بن مريم عليه السلام فقال عيسى بن مريم: يموت أحد هؤلاء اليوم إن شاء اللّه تعالى، فمضوا ثم رجعوا عليه بالعشي و معهم حزم الحطب، فقال: ضعوا، و قال للذي قال إنه يموت اليوم حل حطبك فحله، فإذا فيه حية سوداء. فقال: ما عملت اليوم؟قال: ما عملت شيئا. قال: انظر ما عملت، قال: ما عملت شيئا إلا أنه كان معي في يدي فلقة من خبز مر بي مسكين فسألني فأعطيته بعضها فقال: بها دفع عنك» .
الأصرمان:
الذئب و الغراب. قال ابن السكيت: لأنهما انصرما من الناس، أي انقطعا و الأصرمان الليل و النهار، لأن كل واحد منهما ينصرم من الآخر.
روى أحمد بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه أنه كان يقول: حدثوني عن رجل دخل الجنة و لم يصل قط؟فإذا لم يعرفه الناس سألوه من هو؟فيقول أصيرم بن عبد الأشهل.
قال عامر بن ثابت بن قيس فقلت لمحمود بن لبيد كيف كان شأن الأصيرم؟قال: كان يأبى الإسلام على قومه فلما كان يوم أحد، و خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى أحد بدا له الإسلام فأسلم، و أخذ سيفه و قاتل حتى قتل فذكروه لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: «إنه لمن أهل الجنة» رضي اللّه عنه.
الأصلة:
بفتح الهمزة و الصاد و اللام، حية كبيرة الرأس قصيرة الجسم، تثب على الفارس
[1] رواه أبو داود في الجهاد: 75 و ابن حنبل: 2/132-171 و لفظه: «و أعوذ بك من أسد و أسود و من الحية و العقرب» .
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 1 صفحه : 45