نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 1 صفحه : 44
أنه يبيض في البر فما وقع من ذلك في الماء صار تمساحا، و ما بقي في البر صار اسقنقورا. و سيأتي إن شاء اللّه في باب السين المهملة حكمه و حكم السقنقور الهندي.
الأسود السالخ:
هو نوع من الأفعوان شديد السواد، سمي بذلك لأنه يسلخ جلده كل عام، يقال أسود سالخ، و لا يقال للأنثى سالخة. و أسودان سالخ، و لا تثنى الصفة في قول الأصمعي و أبي زيد و حكى ابن زيد تثنيتها و الأول أعرف. و أساود سالخة و سوالخ قاله ابن سيده.
روى أبو داود و النسائي و الحاكم و صححه عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه تعالى عنهما [1]
قال: «كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا سافر فأقبل الليل، قال: يا أرض، ربي و ربك اللّه، أعوذ باللّه من شرك، و شر ما فيك، و شر ما خلق فيك، و شر ما يدب عليك، أعوذ باللّه من أسد و أسود، و من الحيّة و العقرب، و من ساكن البلد و من والد و ما ولد» . ساكن البلد الجن، و قيل الوالد و ما ولد إبليس و الشياطين.
و في الصحيحين [2] : «أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أمر بقتل الأسودين في الصلاة الحية و العقرب» . و أنشد ابن هشام في كتاب التيجان:
ما بال عينك لا تنام كأنما # كحلت أماقيها بسم الأسود
حنقا على سبطين حلا يثربا # أولى لهم بعقاب يوم أسود
و للإمام الشافعي رضي اللّه عنه من أبيات:
و الشاعر المنطيق أسود سالخ # و الشّعر منه لعابه و مجاجه [3]
و عداوة الشعراء داء معضل # و لقد يهون على الكريم علاجه
روى [4] البيهقي في الشعب عن عبد الحميد بن محمود، قال: كنت عند ابن عباس رضي اللّه عنهما، فأتاه رجل فقال: أقبلنا حجاجا حتى إذا كنا في الصفاح توفي صاحب لنا، فحفرنا له فإذا أسود سالخ قد أخذ اللحد كله قال: فحفرنا له قبرا آخر فإذا أسود سالخ قد أخذ اللحد كله قال: فحفرنا له ثالثا فإذا أسود سالخ قد أخذ اللحد كله، قال: فتركناه و أتيناك نسألك ما ذا تأمرنا به؟قال: ذاك عمله الذي كان يعمله، اذهبوا فادفنوه في بعضها فو اللّه لو حفرتم له الأرض كلها لوجدتم ذلك قال: فألقيناه في قبر منها. فلما قضينا سفرنا أتينا امرأته فسألناها عنه، فقالت:
كان يبيع الطعام، فيأخذ قوت أهله كل يوم، ثم يخلط فيه مثله من قصب الشعير، ثم يبيعه فعذب بذلك.
[1] رواه أبو داود في الجهاد: 75، و ابن حنبل: 2/132 و 3/124 و 4/204.
[2] و رواه أبو داود في الصلاة: 165، و الترمذي في المواقيت: 170، و غيرهما.
[3] البيتان في ديوان الشافعي: 44. مجاجة: ما يقذفه من فمه.
[4] رواه البخاري في بدء الخلق: 15 بلفظ: «فوجد فيه سلخ حية» .
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 1 صفحه : 44