responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 382

إشارة:

اعلم أن موسى عليه الصلاة و السلام لم يجد من هو دونه و هو الخضر عليه السلام حتى تجرد عن كل ما سواه فكذلك العبد لا يجد قرب مولاه و حبه حتى يتجرد عن كل ما سواه.

قال الشبلي: انفرد باللّه حتى تكون مجردا عن الأغيار و تكون واحدا للواحد فردا للفرد، و قال الإمام تاج الدين عطاء اللّه السكندري: من تجرد في وقته لوقته فاته من وقته، و من استقبل الوقت فاز بحظه و أنشد:

لا كنت إن كنت أدري # كيف الطريق إليكا

أفنيتني عن جميعي # فكنت سلم يديكا

و قيل للجنيد: متى يكون العبد منفردا متحيزا؟قال: إذا ألزم جوارحه الكف عن جميع المخالفات، و أفنى حركاته عن كل الإرادات، فكان شبحا بين يدي الحق لا يتميز و ما أحسن قول بعضهم:

و عن فنائي فني فنائي # و في فنائي وجدت أنتا

في محو اسمي و وسم جسمي # سألت عني فقلت أنتا

أشار سري إليك حتى # فني فنائي و دمت أنتا

أنت حياتي و سر قلبي # فحيث ما كنت كنت أنتا

قال الشبلي: اضرب بالدنيا وجه عاشقيها، و بالآخرة وجه طالبيها، و سلم نفسك و قد وصلت، فإذا قلت: اللّه فهو اللّه، و إذا سكت فهو اللّه. و هذا هو المقام العظيم، و اسم الخضر عليه السلام مضطرب فيه اضطرابا متباينا، فقيل: إنه بليا بن ملكان بن فالغ بن شالح بن ارفخشذ بن نوح عليه السلام، قاله وهب بن منبه. و قيل: إيليا بن عاميل شما لخسين بن أرما بن علقما بن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام. و قيل: اسمه أرميا بن حلقيا من سبط هارون قاله الثعلبي قلت: و الأصح الذي نقله أهل السير و ثبت عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، كما قاله البغوي و غيره، إن اسمه بليا، بباء موحدة مفتوحة و لام ساكنة و ياء مثناة من تحت، و في آخره ألفح ابن ملكان بفتح الميم، و بإسكان اللام و بالنون في آخره. و قيل: بليان، قيل: كان من بني إسرائيل، و قيل كان من أبناء الملوك و كنيته أبو العباس، قال السهيلي: كان أبوه ملكا و أمه اسمها ألها و إنها ولدته في مغارة، و أنه وجد هناك شاة ترضعه في كل يوم من غنم رجل من القرية، و لما وجده الرجل أخذه و رباه، فلما شب طلب أبوه كاتبا، و جمع أهل المعرفة و النبالة ليكتب الصحف التي أنزلت على إبراهيم و شيث، فكان فيمن أقدم عليه من الكتاب ابنه الخضر عليه السلام، و هو لا يعرفه فلما استحسن خطه و معرفته بحث عن جلية أمره فعرف أنه ابنه فضمه لنفسه، و ولاه أمر الناس. ثم إن الخضر فر من الملك لأسباب يطول ذكرها و لم يزل سائحا إلى أن وجد عين الحياة فشرب منها فهو حي إلى أن يخرج الدجال، و أنه الرجل الذي يقتله الدجال و يقطعه ثم يحييه اللّه تعالى. انتهى و سيأتي إن شاء اللّه تعالى عن صاحب ابتلاء الأخيار في باب السين المهملة في لفظ السعلاء أنه ابن خالة ذي القرنين.

و اختلف في سبب تلقيبه بالخضر فقال الأكثرون: لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من تحته خضراء، و الفروة وجه الأرض. و قيل: لأنه كان إذا صلى اخضر ما حوله، و الصواب‌

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 382
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست