نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 1 صفحه : 331
قَدْ سَمِعَ اَللََّهُ قَوْلَ اَلَّتِي تُجََادِلُكَ فِي زَوْجِهََا وَ تَشْتَكِي إِلَى اَللََّهِ[1] إلى آخر الآيات. قال لها النبي صلى اللّه عليه و سلم: «مريه أن يعتق رقبة [2] . قالت:
و اللّه ما يجد رقبة و ما له خادم غيري. قال: مريه فليصم شهرين متتابعين. قالت: و اللّه يا رسول اللّه ما يقدر على ذلك، إنه ليشرب في اليوم كذا كذا مرة قد ذهب بصره مع ضعف بدنه، و إنما هو كالحرشافة» شبهته بالجراد المهزول الكثير الأكل.
الحرقوص:
بضم الحاء المهملة و بالقاف المضمومة و بالصاد المهملة في آخره و بالسين في لغة عوض الصاد دويبة كالبرغوث صغير أرقط بحمرة أو صفرة، و لونه الغالب عليه السواد. و ربما نبت له جناحان فطار قال الراجز:
ما لقى البيض من الحرقوص # يدخل تحت الحلق المرصوص
من مارد لص من اللصوص # بمهر لا غال و لا رخيص
أراد بلا مهر أصلا. و قيل هي دويبة مثل القراد و أنشدوا:
مثل الحراقيص على حمار
و في ربيع الأبرار للزمخشري: أنها دويبة أكبر من البرغوث، و عضها أشد من عضه، و هي مولعة بفروج النساء تولع النمل بالمذاكير، و ينبت لها جناحان كما ينبت للنملة، و قيل الحرقوص البرغوث بعينه، و احتج له بقول الطرماح: [3]
و لو أن حرقوصا على ظهر قملة # يكر على صفي تميم لولت [4]
و يقال له النهيك و قالت أعرابية:
يا أيها الحرقوص مهلا مهلا # أ إبلا أعطيتني أم نحلا
أم أنت شيء لا تبالي الجهلا
و قال ابن سيده: الحرقوص دويبة محزمة لها حمة كحمة الزنبور تلدغ بها كأطراف السياط، و لذلك يقال لمن ضرب بأطراف السياط أخذته الحراقيص.
فائدة:
الحرقوص السعدي رجل من الصحابة و هو ذو الخويصرة التميمي، الذي بال في المسجد و هو القائل للنبي صلى اللّه عليه و سلم، و هو يقسم: اعدل. فقال: «ويلك فمن يعدل إذا لم أعدل» قد «خبت و خسرت إن لم أعدل» [5] . و هو الذي خاصم الزبير في شراج الحرة، و قال أن كان ابن عمتك «فأمر النبي صلى اللّه عليه و سلم الزبير باستيفاء حقه» .