نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 1 صفحه : 330
قرب منها الذباب و نحوه اختطفته بلسانها، و قد تقدم عن القزويني نظير ذلك.
الحكم:
قال في الروضة إنها نوع من الوزغ غير مأكولة لكن مقتضى ما قاله الجاحظ و الجوهري من أنها ذكر أم حبين، أنها تؤكل، لأن أم حبين مأكولة كما سيأتي إن شاء اللّه تعالى.
لكن قالوا: إن الحرباء من ذوات السموم، فيكون هذا علة تحريمها إلا إنها نوع من الوزغ.
الأمثال:
قالوا: «فلان يتلون تلون الحرباء» ، يضرب لمن لا يثبت على حالة، و قالوا:
«أجود من عين الحرباء» «و أحزم من الحرباء» لما [1] تقدم. و الحزم الاحتراس و النظر في الأمر قبل الإقدام عليه.
الخواص:
دمها إذا نتف الشعر النابت في أجفان العين و جعل في أصوله لم ينبت أبدا و مرارتها إذا اكتحل بها أزالت غشاوة البصر. و شحمها إذا جعل على حديدة و أحرق بالنار و خلط بالدم، مع شيء يسير من الماء و جدد عليه الدم و الشحم، و طلي به قروح الرأس و الأبثار، فإنه يبرئها من أول طلية.
التعبير:
الحرباء في المنام وزير ملك أو خليفته، لا يكاد يفارقه لأنها تدور أبدا مع الشمس، و لا تفارقها كما تقدم. و ربما دلت على الخدمة للسلطان، أو الفتنة في الدين أو المرأة المجوسية و ربما دلت على الحرب و الندب و على الميت و اللّه أعلم.
الحرذون:
بكسر الحاء و بالذال المعجمة دويبة شبيهة بالضب، و قيل: هو ذكر الضب لأن له ذكرين مثله و هو من ذوات السموم يوجد في العمران المهجورة كثيرا له كف ككف الإنسان مقسومة الأصابع إلى الأنامل، و جلده لا برص فيه، بخلاف سام أبرص، و الحق أنه غير الورل خلافا لعبد اللطيف البغدادي.
و حكمه
: تحريم الأكل لأنه من ذوات السموم.
الخواص:
قال أرسطو: من اطّلى بشحم الحرذون، و ألقى نفسه على التمساح لم يضره التمساح، و إذا شم رائحته خدر و انقلب على ظهره. و إن أحرق جلده و اطلى به إنسان لم يحس بألم الضرب و القطع، و لو فرق بين رأسه و جسده، و العيارون يفعلون ذلك، فيظهر منهم الثبات على الضرب و غيره، و الحرذون يقتل العقرب و إذا علق شحمه على صاحب حمى الربع في خرقة سوداء أبرأه و أزالها، و قال مهراريس: إنما يعلق قلبه على الوصف الذي تقدم.
و رؤيته في المنام:
تدل على الطمع و الشره في الكسب و اختلاف المزاج و الذهول و النسيان و اللّه تعالى أعلم.
الحرشاف أو الحرشوف:
الجراد المهزول الكثير الأكل الواحدة حرشافة. و في حديث خولة بنت ثعلبة زوج أوس بن الصامت رضي اللّه عنهما، لما قال لها: أنت كظهر أمي، و جاءت تستفتي له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و تشتكي إلى اللّه، فأنزل اللّه عزّ و علا فيها: