responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 294

فقال: «اختصم إلي الجن المسلمون و الجن المشركون، و سألوني أن أسكنهم فأسكنت المسلمين الجلس، و أسكنت المشركين الغور» . و كل مرتفع من الأرض جلس و نجد و كل منخفض غور.

و فيه أيضا عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أنه قال: انطلق النبي صلى اللّه عليه و سلم في طائفة من أصحابه، عامدين إلى سوق عكاظ، و قد حيل بين الشياطين و خبر السماء فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم قالوا حيل بيننا و بين خبر السماء، و أرسلت علينا الشهب. فقالوا: ما ذاك إلا من شي‌ء حدث، فاضربوا مشارق الأرض و مغاربها فالتقى الذين أخذوا نحو تهامة النبي صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه و هم بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ، «و هو صلى اللّه عليه و سلم يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن أنصتوا له، و قالوا: هذا الذي حال بيننا و بين خبر السماء، و رجعوا إلى قومهم فقالوا: إِنََّا سَمِعْنََا قُرْآناً عَجَباً [1] الآيتين‌ [2] . و هذا الذي ذكره ابن عباس رضي اللّه عنهما أول ما كان من أمر الجن مع النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يكن النبي صلى اللّه عليه و سلم رآهم إذ ذاك، إنما أوحي إليه بما كان منهم. و فيه أيضا، و في صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال: كنا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم، ذات ليلة، ففقدناه فالتمسناه، في الأودية و الشعاب، فقلنا: استطير أو اغتيل فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء فقلنا: يا رسول اللّه فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم!فقال‌ [3] صلى اللّه عليه و سلم: «أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن قال: فانطلق بنا فأرانا آثار نيرانهم و سألوه الزاد فقال: لكم كل عظم ذكر اسم اللّه عليه، تأخذونه فيقع في أيديكم أوفر ما كان لحما، و كل بعر علف لدوابكم» . ثم قال‌ [4] صلى اللّه عليه و سلم: «فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم» .

و روى الطبراني بإسناد حسن، عن الزبير بن العوام رضي اللّه عنه، قال: «صلى بنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوما صلاة الصبح، في مسجد المدينة، فلما انصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: «أيكم يتبعني إلى وفد الجن الليلة» فسكت القوم و لم يتكلم منهم أحد. قال ذلك ثلاثا، فمر بي يمشي فأخذ بيدي فجعلت أمشي معه حتى تباعدت عنا جبال المدينة كلها، و أفضينا إلى أرض براز و إذا رجال طوال كأنهم الرماح متدثري ثيابهم من بين أرجلهم فلما رأيتهم، غشيتني رعدة شديدة، حتى ما تمسكني رجلاي، من الفرق، فلما دنونا منهم خط لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بابهام رجله في الأرض خطا و قال لي «اقعد في وسطه» فلما جلست ذهب عني كل شي‌ء كنت أجده من ريبة، و مضى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيني و بينهم فتلا قرآنا رفيعا، حتى طلع الفجر، ثم أقبل صلى اللّه عليه و سلم حتى مر بي فقال: «الحق بي» فجعلت أمشي معه فمضينا غير بعيد، فقال صلى اللّه عليه و سلم لي: «التفت فانظر هل ترى حيث كان أولئك من أحد؟» فالتفت فقلت: يا رسول اللّه سوادا كثيرا فخفض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رأسه إلى الأرض فنظر عظما و روثة «فرمى بهما إليهم» ثم قال‌ [5] صلى اللّه عليه و سلم: «هؤلاء وفد جن نصيبين سألوني الزاد فجعلت لهم كل


[1] سورة الجن: الآية 1.

[2] رواه البخاري في الآذان: 105. و في تفسير سورة 72. و رواه مسلم في الصلاة: 149. و الترمذي في تفسير سورة: 72.

[3] رواه مسلم في الصلاة: 150.

[4] رواه مسلم: طهارة 145. الدارمي: وضوء 12. أحمد: 3-487.

[5] رواه البخاري في مناقب الأنصار: 32.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست