نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 1 صفحه : 275
لعظمها إلا للواحد بعد الواحد. قال: و هي ببلاد خراسان قوية جدا و ربما عضت النائم فقطعت أذنه و أنا رأيت جرذا قاتل سنورا ففقأ عين السنور و هرب منه. و قال الزمخشري في ربيع الأبرار:
الجرذ إذا خصي أكل جميع الفأر. و الجرذ لا يقوم له شيء منها. قال: و زعموا أن الخصي من كل جنس أضعف من الفحل إلا الجرذان فإن الخصاء يحدث فيه شجاعة و جراءة و الجمع جرذان، كصرد و صردان. و أرض جرذة أي ذات جرذان. و كنيته أبو جوال و أبو راشد و أبو العدرج و سيأتي في باب الفاء إن شاء اللّه تعالى. و روى أبو داود و ابن ماجة و غيرهما عن ضباعة بنت الزبير زوج المقداد بن الأسود [1] قالت: ذهب المقداد بن الأسود لحاجة ببقيع الخبخبة و هو بفتح الخاءين المعجمتين و سكون الباء الأولى، موضع بنواحي المدينة، فدخل خربة فإذا الجرذ يخرج من حجر دينارا دينارا، حتى أخرج سبعة عشر دينارا، ثم أخرج طرف خرقة خضراء، قال المقداد: فقمت فمددت طرف الخرقة، فوجدت فيها دينارا فكانت ثمانية عشر دينارا. قالت: فذهب بها المقداد فاستأذن على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلما دخل عليه أخبره بذلك، و قال: خذ صدقتها يا رسول اللّه فقال: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «هل أهويت بيدك إلى الحجر؟» قال المقداد لا و الذي بعثك بالحق. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعد ذلك للمقداد «خذها بارك اللّه لك فيها» و في رواية: «هذا رزق ساقه اللّه إليك [2] » . و في صحيح مسلم من حديث سعيد بن أبي عروبة عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه تعالى عنه قال: إن ناسا من عبد القيس قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالوا: يا رسول اللّه إنا حي من ربيعة فذكر الحديث إلى أن قالوا يا رسول اللّه فيم نشرب؟قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم «في أسقية الأدم» فقالوا: يا رسول اللّه إن أرضنا كثيرة الجرذان و لا نبقى فيها أسقية الأدم. فقال [3] رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
«و إن أكلتها الجرذان و إن أكلتها الجرذان» .
و حكي: أن امرأة جاءت إلى قيس بن سعد [4] بن عبادة بن دليم، و كان حليما جوادا، فقالت له: مشت جرذان بيتي على العصا قال: لادعهن يثبن وثب الأسود ثم ملأ بيتها طعاما و ودكا و إداما. و روي إنه كان له ديون كثيرة فمرض فاستبطأ عوّاده فقيل له: إنهم يستحيون من أجل دينك عليهم. فأمر مناديا ينادي من كان لقيس بن سعد عليه دين فهو بريء منه!فأتى الناس حتى هدموا درجة كان يصعد عليها إليه. قال عروة و كان قيس بن سعد يقول: اللهم ارزقني مالا فإنه لا تصلح الفعال إلا بالمال. قال: و كان أبوه سعد بن عبادة يقول: اللهم هب لي حمدا وهب لي مجدا فإنه لا مجد إلا بفعال، و لا فعال إلا بمال، اللهم إن القليل لا يصلحني و لا أصلح عليه. و قال يحيى بن أبي كثير: كان قيس بن سعد، إذا انصرف من صلاة مكتوبة، قال:
اللهم ارزقني مالا استعين به على الفعال، فإنه لا تصلح الفعال إلا بالمال. قال الجوهري: الفعل بالفتح مصدر فعل يفعل. و قرأ بعضهم وَ أَوْحَيْنََا إِلَيْهِمْ فِعْلَ اَلْخَيْرََاتِ[5] و الفعل بالكسر
[1] هو المقداد بن عمرو و يعرف بابن الأسود الكندي صحابي توفي سنة 33 هـ-.
[2] رواه أبو داود في الإمارة: 40، و ابن ماجة لقطة: 3.