responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 174

بين كتفيه، فسألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عنه؟فقال: «هل رأيته» ؟قلت نعم. قال‌ [1] : «ذاك جبريل أمرني أن أمضي إلى بني قريظة» . و قال في الكامل، في حوادث سنة خمس عشرة. لما افتتح عمر رضي اللّه تعالى عنه بيت المقدس، و قدم إلى الشام أربع مرات: الأولى على فرس، و الثانية على بعير، و الثالثة رجع لأجل الطاعون، و الرابعة على حمار، و كتب إلى امراء الأجناد أن يوافوه بالجابية [2] ، فركب فرسه فرأى به عرجا فنزل عنه، و أتى ببرذون فركبه، فجعل يتجلجل به أي يزهو في مشيته، فنزل عنه و صرف عنه وجهه، و قال: لا علّم اللّه من علّمك هذه الخيلاء. ثم ركب ناقته و لم يركب برذونا بعده و لا قبله أبدا.

و كان عمر رضي اللّه تعالى عنه لما أراد الخروج إلى الشام، استخلف على المدينة علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه، فقال له علي: أنت تخرج بنفسك إلى هذا العدوّ الكلب؟فقال عمر رضي اللّه تعالى عنه: أبادر بالجهاد قبل موت العباس رضي اللّه تعالى عنه، إنكم إذا فقدتم العباس رضي اللّه تعالى عنه انتقض بكم الشر، كما ينتقض الحبل، فمات العباس رضي اللّه تعالى عنه لست سنين من خلافة عثمان رضي اللّه تعالى عنه و انتقض بالناس الشر كما قال عمر رضي اللّه تعالى عنه.

و في وفيات الأعيان في ترجمة [3] أبي الهذيل محمد بن الهذيل العلاف البصري شيخ البصريين في الاعتزال، قال: خرجت من البصرة على برذون أريد المأمون ببغداد، فسرت إلى دير هرقل، فإذا رجل مشدود في حائط الدير، فسلمت عليه فرد علي السلام، و حملق إلي و قال: أ معتزلي أنت؟ قلت: نعم. قال: و أمامي أنت؟قلت: نعم. قال: أنت إذن أبو الهذيل العلاف!قلت: أنا ذاك. قال: فهل للنوم لذة؟قلت: نعم. قال: و متى يجدها صاحبها؟فقلت لقلبي: إن قلت مع النوم أخطأت، فإنه ذاهب العقل، و إن قلت قبل النوم أخطأت أيضا، لأنك أحلت على عدم، و إن قلت بعد النوم غلطت، لأنه شي‌ء قد انقضى، قال: فتحير فهمي، وجال في الخاطر وهمي ، و قلت له: قل أنت حتى أسمع منك و أنقل عنك؟فقال: بشرط أن تسأل امرأة صاحب هذا الدير أن لا تضر بني يومي هذا. فسألتها فاجابت. فقال: اعلم أن النعاس داء يحل بالبدن و دواؤه النوم. فاستحسنت ذلك منه، و هممت بالانصراف، فقال: يا أبا الهذيل قف و اسمع مسألة عظمى، قال: ما تقول في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أمين هو في السماء و الأرض؟قلت: نعم. قال: أ تحب أن يكون الخلاف في أمته أم الوفاق؟قلت: بل الوفاق و الاتفاق: فقال: قال تعالى‌ [4] : وَ مََا أَرْسَلْنََاكَ إِلاََّ رَحْمَةً لِلْعََالَمِينَ فما باله صلى اللّه عليه و سلم حين مرض مرض موته ما قال: هذا خليفتكم من بعدي؟و قد نص صلى اللّه عليه و سلم على الوصية و حث عليها و حرض. قال أبو الهذيل: فلم أحر جوابا. و سألته الجواب فتنكرت حاله، ففتلت عنان برذوني و انصرفت عنه. فوصلت إلى المأمون فاستخبرني عن طريقي،


[1] رواه ابن حنبل: 6/148، 152.

[2] الجابية: موضع بالشام.

[3] وفيات الأعيان: 4/265. و توفي أبو الهذيل سنة 227 هـ-.

[4] سورة الأنبياء: الآية 107.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست