responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 159

الأصبهاني إمام مقام إبراهيم بمكة يقول: سمعت الشيخ أحمد خادم الشيخ حماد يقول:

دخل الشيخ عبد القادر على الشيخ حماد الدباس يزوره فنظر إليه الشيخ، و كان قد رأى أنه قد اصطاد بازيا فأثرت نظرة الشيخ فيه، فخرج من عنده و تجرد عن أسبابه و كان من أكابر أصحابه انتهى. و لهذا كان الشيخ عبد القادر يقول:

أنا بلبل الأفراح أملأ دوحها # طربا و في العلياء باز أشهب‌

قال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في طبقاته: كان ابن شريح يقال له الباز الأشهب. و قال الوعيظي في أول قصيدته:

ليس المقام بدار الذل من شيمي # و لا معاشرة الأنذال من هممي

و لا مجاورة الأوباش تجمل بي # كذلك الباز لا يأوي مع الرخم‌

و أما الباشق بفتح الشين و كسرها فأعجمي معرب، و كنيته أبو الآخذ و هو أيضا حار المزاج، يغلب عليه القلق و الزعارة، يأنس وقتا و يستوحش وقتا و هو قوي النفس، فإذا أنس منه الصغير، بلغ صاحبه من صيده المراد و هو خفيف المحمل، ظريف الشمائل، يليق بالملوك أن تخدمه، لأنه يصيد أفخر ما يصيده البازي و هو الدراج و الحمام و الورشان، و هو كثير الشبق و إذا قوي عليه صيده لا يتركه إلا أن يتلف أحدهما. و أحمد صفاته أن يكون صغيرا في المنظر ثقيلا في الميزان، طويل الساقين قصير الفخذين.

و أما البيدق فلا يصيد إلا العصافير، و هو قليل الغناء قريب في الطبع من العقصي قال أبو الفتح كشاجم‌ [1] في المعنى:

حسبي من البزاة و البيادق # ببيدق يصيد صيد الباشق

مؤدب مدرب الخلائق # أصيد من معشوقة لعاشق

يسبق في السرعة كل سابق # ليس له في صيده من عائق

ربيته و كنت غير واثق # أن الفرازين من البيادق‌

و أما العقصي فهو أصغر الجوارح نفسا، و أضعفها حيلة، و أشدها ذعرا، و أيبسها مزاجا، يصيد العصفور في بعض الأحايين، و ربما هرب منه. و هو يشبه الباشق في الشكل إلا أنه أصغر منه.

الحكم:

يحرم أكله بجميع أنواعه «لنهيه صلى اللّه عليه و سلم عن أكل كل ذي ناب من السباع و مخلب من الطيور» . رواه‌ [2] مسلم عن ميمون بن مهران عن ابن عباس رضي اللّه عنهما، و بهذا قال أكثر أهل العلم.


[1] كشاجم: أبو الفتح، محمود بن حسين السندي، أديب كاتب شاعر من أهل الرملة بفلسطين. مات سنة 360 هـ-.

[2] رواه مسلم في الصيد: 12، 15. و البخاري في الذبائح: 28، 29، و غيرهما.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست