responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 158

ترجمته قال: عطس رجل عند عبد اللّه بن المبارك فلم يحمد اللّه عز و جل، فقال له ابن المبارك:

أي شي‌ء يقول العاطس إذا عطس؟قال الحمد للّه. فقال ابن المبارك: يرحمك اللّه. فعجب الحاضرون من حسن أدبه، و قال أيضا: قدم هارون الرشيد الرقة، فانحفل الناس خلف عبد اللّه بن المبارك، و تقطعت النعال، و ارتفعت الغيرة، فأشرفت أم ولد الرشيد من قصر الخشب، فلما رأت الناس قالت: من هذا؟قالوا: عالم من أهل خراسان، يقال له عبد اللّه بن المبارك. فقالت: هذا و اللّه الملك لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشرط و أعوان. و ذكر غيره أن عبد اللّه بن المبارك استعار قلما من الشام، فعرض له سفر فسافر إلى انطاكية، و كان قد نسي القلم معه فتذكره هناك فرجع من انطاكية إلى الشام ماشيا حتى رد القلم إلى صاحبه و عاد.

و روي أن عند ذكره تنزل الرحمة توفي رحمه اللّه تعالى سنة إحدى و ثمانين و مائة رحمة اللّه تعالى عليه.

و من أخبار الرشيد، أنه خرج يوما إلى الصيد فأرسل بازيا أشهب فلم يزل يحلق حتى غاب في الهواء ثم رجع بعد اليأس منه، و معه سمكة فأحضر الرشيد العلماء و سألهم عن ذلك فقال مقاتل: يا أمير المؤمنين روينا عن جدك ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما أن الهواء معمور بأمم مختلفة الخلق سكان، فيه دواب بيض تفرخ فيه شيئا على هيئة السمك لها أجنحة ليست بذوات ريش فأجاز مقاتلا على ذلك و أكرمه.

و هو خمسة أصناف البازي و الزرق و الباشق و البيدق و الصقر. و البازي أحرها مزاجا لأنه قليل الصبر على العطش، و مأواه مساقط الشجر العادية الملتفة و الظل الظليل و هو خفيف الجناح، سريع الطيران و إناثه أجرأ على عظام الطير من ذكوره، و هذا الصنف تصيبه الأمراض و انحطاط اللحم و الهزال. و أحسن أنواعه ما قل ريشه و احمرت عيناه مع حدة فيهما كما قال الناشئ‌ [1] :

لو استضاء المرء في ادلاجه # بعينه كفته عن سراجه‌

و دونه الأزرق الأحمر العينين و الأصفر دونهما و من صفاته المحمودة: أن يكون طويل العنق، عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين، شديد الانخراط إلى ذنبه، و أن تكون فخذاه طويلتين مسرولتين بريش، و ذراعاه غليظتين قصيرتين. و فرخ البازي يسمى غطريفا و يضرب بالبازي المثل في نهاية الشرف كما قال الشاعر:

إذا ما اعتز ذو علم بعلم # فعلم الفقه أولى باعتزاز

و كم طيب يفوح و لا كمسك # و كم طير يطير و لا كباز

قال الشيخ الزاهد أبو العباس القسطلاني: سمعت الشيخ أبا شجاع زاهر بن رستم


[1] الناشئ: عبد اللّه بن محمد، الأنباري، أبو العباس. شاعر مجيد، اصله بغدادي، توفي في مصر سنة 293 هـ- البيت في وفيات الأعيان 3/92.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست