نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 1 صفحه : 137
و لو أني قدرت على قيام # بفرضك و الحقوق الواجبات
ملأت الأرض من نظم القوافي # و نحت بها خلاف النائحات
و لكني أصبر عنك نفسي # مخافة أن أعد من الجناة
و مالك تربة فأقول تسقى # لأنك نصب هطل الهاطلات
عليك تحية الرحمن تترى # برحمات غواد رائحات
و توفي الملك عضد الدولة بن بويه في ذي الحجة سنة اثنتين و سبعين و ثلاثمائة، و هو ابن تسع و أربعين سنة و أحد عشر شهرا أو كان له ملك العراق و كرمان و عمان و خوزستان و الموصل و ديار بكر و حران و منيج. و كانت مدة ملكه ببغداد خمس سنين. و كان ملكا فاضلا، جليلا عظيما، مهيبا صارما، كريما شجاعا بطلا ذكيا، و له في الذكاء أخبار عجيبة و نكت غريبة، ليس هذا موضع ذكره. و هو أول من تسمى بملك في الإسلام. و لما احتضر جعل يقول: مََا أَغْنىََ عَنِّي مََالِيَهْ `هَلَكَ عَنِّي سُلْطََانِيَهْ[1] و يرددها حتى مات، و لما مات كتم موته و دفن بدار المملكة ببغداد. ثم ظهر موته و أخرج من قبره، و حمل إلى مشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه فدفن به.
و كان عضد الدولة قد بنى المشهد قبل موته، كما سيأتي إن شاء اللّه تعالى في باب الفاء في لفظ الفهد. و مما يحكى أن عضد [2] الدولة خرج يوما إلى بستان له متنزها فقال: ما أطيب يومنا هذا لو ساعدنا فيه الغيث فجاء المطر في الوقت فقال [3] :
ليس شرب الراح إلا في المطر # و غناء من جوار في السّجر
مبرزات الكأس من مطلعها # ساقيات الراح من فاق البشر
عضد الدولة و ابن ركنها # ملك الأملاك غلاب القدر [5]
سهل اللّه له بغيته # في ملوك الأرض ما دار القمر
و أراه الخير في أولاده # ليساس الملك منهم بالغرر
فلم يفلح بعد هذه الأبيات و عوجل بقوله غلاب القدر، و لما مات عضد الدولة قام بتدبير المملكة بعده ولده بهاء الدولة فخلع عليه الطائع للّه و قلده ما كان بيد أبيه.
ثم إن بهاء الدولة أمسك الطائع للّه و اعتقله، و نهب دار الخلافة ثم أشهد على الطائع بخلع نفسه من الخلافة. و ذلك في شهر شعبان سنة إحدى و ثمانين و ثلاثمائة و أقام مخلوعا معتقلا إلى أن
[2] عضد الدولة، أبو شجاع فناخسرو، الملقب عضد الدولة بن ركن الدولة أبي علي الحسن بن بويه الديلمي، تسلم بلاد فارس بعد عمه عماد الدولة، و كان ممدّحا جوادا.