نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 1 صفحه : 135
إلى المستكفي، فظن أنهما يريدان تقبيل يده، فمدها إليهما، فجذباه من على السرير و جعلا عمامته في عنقه، ثم سحب إلى معز الدولة و اعتقل ثم خلع، و سملت عيناه، و انتهبت دار الخلافة حتى لم يبق فيها شيء. و ذلك لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة أربع و ثلاثين و ثلاثمائة. و توفي في دار معز الدولة في سنة ثلاث و أربعين و ثلاثمائة و هو ابن ست و أربعين سنة و كانت خلافته سنة و أربعة شهور.
خلافة أبي الفضل المطيع للّه ابن المقتدر و هو السادس فخلع
ثم قام بالأمر بعده، ابن عمه أبو الفضل المطيع للّه ابن المقتدر بن المعتضد. بويع له بالخلافة و له يومئذ أربع و ثلاثون سنة، يوم خلع ابن عمه المستكفي باللّه، و تدبير المملكة إلى معز الدولة بن بويه، و في أيامه توفي معز الدولة ببغداد في سنة ست و خمسين و ثلاثمائة. و كانت مدة ملكه بالعراق إحدى و عشرين سنة و أحد عشر شهرا. كان ملكا شجاعا مقداما قوي القلب، إلا أنه كان في أخلاقه شراسة، فما زالت التجارب تحنكه و السعادة تخدمه و ترفعه، إلى أن بلغ الغاية التي لم يبلغها قبله أحد في الإسلام، إلا الخلفاء.
و لما توفي قام ولده عز الدولة بختيار بتدبير المملكة، و قلده المطيع للّه موضع والده، و خلع عليه و استقل بالأمور. و في أيامه أيضا توفي كافور الاخشيدي صاحب مصر، في سنة ثمان و خمسين و ثلاثمائة، و كانت مدة ملكه اثنتين و عشرين سنة، و فيها قدم جوهر القائد، غلام المعز لدين اللّه صاحب القيروان، مصر. فأقام الدعوة بها للمعز لدين اللّه و بايعه بها الناس على ذلك. و انقطعت الخطبة بمصر عن بني العباس، و شرع جوهر القائد في بناء القاهرة لإسكان الجند بها، ثم دخل المعز لدين اللّه مصر لثمان مضين من شهر رمضان سنة اثنتين و ثلاثمائة. و هو أول الخلفاء الفاطميين، بمصر.
و لما تغلب سبكتكين التركي على بغداد، و كان أكبر حجاب معز الدولة، و لم تزل منزلته ترتفع عند معز الدولة، حتى عظم أمره و نفذت كلمته، و خاف المطيع للّه منه على نفسه، و انضاف إلى ذلك أنه لازمه مرض، فخلع نفسه من الخلافة طائعا، و سلمها لولده عبد الكريم و قيل أبي بكر و قيل إنها كنيته، و سماه الطائع للّه و ذلك لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة ثلاث و ستين و ثلاثمائة ثم توفي بدير العاقول [1] ، سنة أربع و ستين و ثلاثمائة و كان بين خلعه و موته شهران.
و كان عمره ثلاثا و ستين سنة و كان وطئ الجانب كثير الصدقات، غير أنه كان مغلوبا على أمره و ليس له من الخلافة إلا الإسم و كانت خلافته تسعا و عشرين سنة و أربعة شهور رحمة اللّه تعالى عليه.
خلافة أبي بكر عبد الكريم الطائع للّه
ثم قام بالأمر بعده، ولده عبد الكريم أبو بكر الطائع للّه، بويع له بالخلافة يوم خلع أبوه
[1] دير العاقول: دير بين مدائن كسرى و النعمانية بالقرب من بغداد.
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 1 صفحه : 135