نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 1 صفحه : 121
فبينما نحن ذات يوم عنده إذ أتي بشيخ مصفود مقيد، فقال أبي: ائذنوا لأبي عبد اللّه يعني ابن أبي دؤاد و أصحابه، و أدخل الشيخ في مصلاه، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال له: لا سلم اللّه عليك. فقال: يا أمير المؤمنين، بئسما أدبك مؤدبك قال اللّه تعالى: وَ إِذََا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهََا أَوْ رُدُّوهََا[1] و اللّه ما حييتني بها، و لا بأحسن منها، فقال ابن أبي دؤاد: يا أمير المؤمنين الرجل متكلم، فقال: كلمه فقال: يا شيخ ما تقول في القرآن؟قال: انصفني في السؤال؟ فقال له: سل. فقال الشيخ: ما تقول أنت في القرآن؟قال: مخلوق. فقال الشيخ: هذا شيء علمه النبي صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر و عمر و عثمان و علي رضي اللّه تعالى عنهم، و الخلفاء الراشدون، أم شيء لم يعلموه؟ فقال: شيء لم يعلموه فقال: سبحان اللّه شيء لم يعلمه النبي صلى اللّه عليه و سلم و لا أبو بكر و لا عمر و لا عثمان و لا علي و لا الخلفاء الراشدون تعلمه أنت؟فخجل و قال: أقلني فقال: قد فعلت. و المسألة بحالها قال: نعم قال: فما تقول في القرآن. قال: مخلوق. قال: هذا شيء علمه النبي صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر و عمر و عثمان و علي و الخلفاء الراشدون أم لم يعلموا. قال: علموه و لم يدعوا الناس إليه. فقال أ فلا وسعك ما وسعهم؟قال: ثم قام أبي فدخل مجلس الخلوة و استلقى على قفاه و وضع إحدى رجليه على الأخرى و هو يقول: هذا شيء لم يعلمه النبي صلى اللّه عليه و سلم و لا أبو بكر و لا عمر و لا عثمان و لا علي و لا الخلفاء الراشدون، تعلمه أنت!سبحان اللّه شيء علمه النبي صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر و عمر و عثمان و علي و الخلفاء الراشدون و لم يدعوا الناس إليه أ فلا وسعك ما وسعهم؟ثم دعا عمارا الحاجب فأمره أن يرفع القيود عنه، و يعطيه أربعمائة دينار، يأذن له في الرجوع و سقط من عينه ابن أبي دؤاد. و لم يمتحن بعد ذلك أحدا، رحمه اللّه تعالى عليه.
كذا وقع في هذه الرواية، أن المهتدي باللّه بن الواثق اسمه محمد و بذلك سماه الحافظ أبو عبد اللّه الذهبي، في كتاب دول الإسلام، و ذكر المؤلف بعد في ترجمته: أن اسمه جعفر، و قد جاء في رواية غير هذه ما يدل على أن اسمه أحمد، و فيها زيادة و نقص و مغايرة في بعض الألفاظ، و المعنى، و ذلك فيما ذكره الحافظ أبو نعيم في حليته، قال: قال الحافظ أبو بكر الآجري بلغني عن المهتدي رحمه اللّه تعالى، أنه قال ما قطع أبي يعني الواثق إلا شيخ جيء به من المصيصة [2] فمكث في السجن مدة، ثم إن أبي ذكره يوما، فقال: علي بالشيخ فأتي به مقيدا فلما وقف بين يديه، سلم عليه فلم يرد عليه السلام، فقال له الشيخ يا أمير المؤمنين ما استعملت معي أدب اللّه عز و جل، و لا أدب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال اللّه تعالى: وَ إِذََا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهََا أَوْ رُدُّوهََا و أمر النبي صلى اللّه عليه و سلم برد السلام، فقال له أبي: و عليك السلام، ثم قال لابن أبي دؤاد: سله فقال:
يا أمير المؤمنين أنا محبوس مقيد أصلي في الحبس و أتيمم للصلاة، فمر لي بحل القيد و بالوضوء، فأمر بحله و أمر بماء فتوضأ و صلى، ثم قال لابن أبي دؤاد: سله، فقال الشيخ: المسألة لي فمره أن يجيبني، فقال سل: فأقبل الشيخ على ابن أبي دؤاد، فقال: أخبرني عن هذا الأمر الذي تدعو الناس إليه، أ شيء دعا إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟قال: لا قال: فشيء دعا إليه أبو بكر رضي اللّه تعالى