responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 92

و قال بعض أهل الهند: جماع البلاغة البصر بالحجة، و المعرفة بمواضع الفرصة.

ثم قال: و من البصر بالحجة، و المعرفة بمواضع الفرصة، أن تدع الافصاح بها إلى الكناية عنها، إذا كان الإفصاح أوعر طريقة، و ربما كان الإضراب عنها صفحا أبلغ في الدرك، و أحق بالظفر.

قال: و قال مرة: جماع البلاغة التماس حسن الموقع، و المعرفة بساعات القول، و قلة الخرق بما التبس من المعاني أو غمض، و بما شرد عليك من اللفظ أو تعذر.

ثم قال: و زين ذلك كله، و بهاؤه و حلاوته و سناؤه، أن تكون الشمائل موزونة، و الألفاظ معدلة، و اللهجة نقية. فإن جامع ذلك السن و السمت و الجمال و طول الصمت، فقد تم كل التمام، و كمل كل الكمال.

[مفهوم البلاغة عند سهل بن هارون‌]

و خالف عليه سهل بن هارون في ذلك، و كان سهل في نفسه عتيق الوجه، حسن الشارة، بعيدا من الفدامة، معتدل القامة، مقبول الصورة، يقضى له بالحكمة قبل الخبرة، و برقة الذهن قبل المخاطبة، و بدقة المذهب قبل الامتحان و بالنبل قبل التكشف. فلم يمنعه ذلك أن يقول ما هو الحق عنده و إن أدخل ذلك على حالة النقص.

قال سهل بن هارون: لو أن رجلين خطبا أو تحدثا، أو احتجا أو وصفا و كان أحدهما جميلا جليلا بهيا، و لباسا نبيلا، و ذا حسب شريفا، و كان الآخر قليلا قميئا، و باذّ الهيئة دميما [1] ، و خامل الذكر مجهولا، ثم كان كلامهما في مقدار واحد من البلاغة، و في وزن واحد من الصواب، لتصدع عنهما الجمع و عامتهم تقضي للقليل الدميم على النبيل الجسيم، و للباذ الهيئة على ذي


[1] باذ الهيئة: رث الهيئة.

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست