responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 36

المحكك‌ [1] ، و إن كان النبي صلّى اللّه عليه و آله قد قال: «إياي و التشادق» ، و قال: «أبغضكم إليّ الثرثارون المتفيهقون» [2] ، و قال: «من بدا جفا» ، و عاب الفدادين و المتزيدين، في جهارة الصوت و انتحال سعة الأشداق، و رحب الغلاصم و هدل الشفاه، و أعلمنا ان ذلك في أهل الوبر أكثر، و في أهل المدر أقل فإذا عاب المدري بأكثر مما عاب به الوبري‌ [3] ، فما ظنك بالمولد القروي و المتكلف البلدي. فالحصر المتكلف و العيي المتزيد، ألوم من البليغ المتكلف لأكثر مما عنده. و هو أعذر، لأن الشبهة الداخلة عليه أقوى. فمن أسوأ حالا-أبقاك اللّه- ممن يكون ألوم من المتشدقين، و من الثرثارين المتفيهقين، و ممن ذكره النبي صلّى اللّه عليه و آله نصا، و جعل النهي عن مذهبه مفسرا، و ذكر مقته له و بغضه إياه.

[لثغة واصل بن عطاء و أخباره‌]

و لما علم واصل بن عطاء [4] أنه ألثغ فاحش اللثغ، و إن مخرج ذلك منه شنيع، و أنه إذا كان داعية مقالة، و رئيس نحلة، و أنه يريد الاحتجاج على أرباب النحل و زعماء الملل، و أنه لا بد له من مقارعة الأبطال، و من الخطب الطوال و أن البيان يحتاج إلى تمييز و سياسة، و إلى ترتيب و رياضة، و إلى تمام الآلة و إحكام الصنعة، و إلى سهولة المخرج و جهارة المنطق، و تكميل الحروف و إقامة الوزن، و إن حاجة المنطق إلى الحلاوة و الطلاوة، كحاجته إلى الجزالة و الفخامة، و إن ذلك من أكثر ما تستمال به القلوب، و تثنى به الأعناق، و تزين به المعاني، و علم واصل أنه ليس معه ما ينوب عن البيان التام، و اللسان


[1] المحكك: المنجذ، الذي جرب الأمور و عرفها.

[2] المتفيهقون: الذين يتوسعون في الكلام و يفتحون به أفواههم، مأخوذ من الفهق، و هو الامتلاء و الاتساع.

[3] المدري: الحضري، و مباني أهل الحضر بالمدر، و هو قطع الطين اليابس. الوبري: ساكن البادية، و البدو يتخذون بيوتهم من الوبر.

[4] واصل بن عطاء: مؤسس مذهب الاعتزال، خالف الخوارج و المرجئة في حكم مرتكب الكبائر، و قال إنه ليس كافرا و لا مؤمنا بل فاسق (المنزلة بيت المنزلتين) . عاش بين سنتي 80-181 هـ.

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست