نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 299
[اللفظ الغريب ليس فصيحا]
قال: و دخل رجل من قيس عيلان على عبد الملك بن مروان، فقال زبيريّ عميري!و اللّه لا يحبك قلبي أبدا!فقال: «يا أمير المؤمنين، إنما بجزع من فقدان الحب المرأة، و لكن عدل و إنصاف» .
و قال عمر لأبي مريم الحنفي، قاتل زيد بن الخطاب: «لا يحبك قلبي أبدا حتى تحبّ الأرض الدم المسفوح» . و هذا مثل قول الحجاج: «و اللّه لأقلعنك قلع الصّمغة» ، لأن الصمغة اليابسة إذا قرفت [1] عن الشجرة انقلعت انقلاع الجلبة [2] . و الأرض لا تنشف الدم المسفوح و لا تمصه، فمتى جف الدم و تجلّب لم تره أخذ من الأرض شيئا.
و من الخطباء: الغضبان بن القبعثريّ [3] ، و كان محبوسا في سجن الحجاج، فدعا به يوما، فلما رآه قال: إنك لسمين!قال: القيد و الرتعة [4] ، و من يكن ضيفا للأمير يسمن» .
و قال يزيد بن عياض [5] : لما نقم الناس على عثمان، خرج يتوكأ على مروان، و هو يقول: «لكل أمّة آفة، و لكل نعمة عاهة، و إن آفة هذه الأمة عيّابون طعّانون، يظهرون لكم ما تحبون، و يسرون ما تكرهون، طغام مثل النعام، يتبعون أول ناعق، لقد نقموا عليّ ما نقموه على عمر، و لكن قمعهم عمر و وقمهم. و اللّه إني لأقرب ناصرا و أعز نفرا. فضل فضل من مالي، فما لي لا أفعل في الفضل ما أشاء» .