أى : أفتّحها
وأغلّقها ، وموّت المال : أى وقع الموتان في الابل فكثر فيها [٢] الموت ، وجوّلت وطوّفت : أى أكثرت الجولان والطواف ،
قيل : ولذلك سمى الكتاب العزيز تنزيلا ؛ لأنه لم ينزّل جملة واحدة ، بل سورة سورة
وآية آية ، وليس نصافيه ، ألا ترى إلى قوله تعالى : (لَوْ لا نُزِّلَ
عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً) وقوله : (إِنْ نَشَأْ
نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً)
ثم إن التكثير
يكون فى المتعدى كما فى غلّق وقطّع ، وقد يكون فى اللازم كما فى جوّل وطوّف وموّت
قوله «وللتعدية نحو فرّحته»معنى التعدية فى هذا الباب كما فى باب أفعل على ما شرحنا
، والأولى أيضا ههنا أن يقال فى مقام التعدية : [هو] بمعنى جعل الشىء ذا أصله ؛
ليعم نحو فحّى القدر : أى جعلها ذات فحا ، وشسّع النعل [٣] ، وهذا لا يتعدى إلى ثلاثة كأفعل إلا محمولا على أفعل كحدّث
وخبّر ، كما مرّ فى أفعال القلوب
[١] المراد بأبى عمرو
فى البيت هو أبو عمرو بن العلاء ، قال أبو عبيد البكرى فى شرح أمالى القالى : «إن
أبا عمرو بن العلاء كان هاربا من الحجاج مستترا ، فحاء الفرزدق يزوره فى تلك
الحالة ، فكان كلما يفتح له باب يغلق بعد دخوله ، إلى أن وصل إليه ، فأنشده أبياتا
منها هذا البيت» ، والشاهد فيه كما قال الأعلم الشنتمرى دخول أفعلت على فعلت ـ بتشديد
العين ـ فى إفادة التكثير ، ولكن الذى يؤخذ من كلام المؤلف أن الشاهد فى البيت
دخول فعلت ـ بالتخفيف ـ وأفعلت ، على فعلت ـ بالتشديد ـ
[٢] عبارة المؤلف
يفهم منها أن الموتان غير الموت ، وبالرجوع إلى كتب اللغة كاللسان والقاموس
والمصباح وغيرها يعلم أنهما بمعنى واحد
[٣] شسع نعله ـ بتضعيف
العين ـ جعل لها شسعا ـ ومثله شسعا ـ بالتخفيف من باب منع ـ وكذا أشسعها ، والشسع ـ
بكسر فسكون وبكسرتين ـ قبال النعل ، وهو أحد سيورها ، وهو الذى يدخل بين الاصبع
الوسطى والتى تليها