على أن أصله كان فعلا ، وكذا الدّئل جنسا وأصله دأل من الدّألان وهو مشى
تقارب فيه الخطا ، ويجوز أن يكون الدئل العلم منقولا من هذا الجنس على ما قال
الأخفش ، وقال الفراء : إن «الآن» منقول من الفعل [١] ، ومن هذا الباب التّنوّط [٢] لطائر ؛ وجاء على فعل اسمان آخران ، قال الليث : الوعل
لغة فى الوعل [٣] ، وحكى الرّئم بمعنى الاست ،
قوله «والحبك إن ثبت» قرىء فى الشواذ [٤] (ذات الحبك) بكسر
[١] هذا أحد وجهين
حكاهما فى اللسان عن الفراء ، والآخر أن أصل آن أوان كرمان فحذفت الألف التى بعد
الواو فصار أون كزمن ثم قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها
[٢] تقول : ناط الشىء
ينوطه نوطا : أى علقه ، ونوط بالتشديد للمبالغة ، وتنوط أصله فعل مضارع مبدوء بتاء
المضارعة فهو بضم التاء وفتح النون وتشديد الواو المكسورة ، سمى هذا الطائر بهذا
الفعل لأنه يدلى خيوطا من شجرة ثم يفرخ فيها ، قاله الأصمعى
[٣] الوعل ـ بفتح
فكسر وبفتح فسكون وبضم فكسر ، والأخيرة نادرة ـ هو قيس؟؟؟ الجبل ، وقال الأزهرى :
أما الوعل ـ بضم فكسر ـ فما سمعته لغير الليث اه فان صحت رواية الليث فوجهها أن
أصله الفعل المبنى للمجهول ؛ تقول : وعل بمحمد إذا أشرف به (أى ارتفع به) فحذف حرف
الجر ثم أوصل الفعل إلى الضمير أو يضمن وعلى معنى علا فيتعدى تعديته
[٤] قال ابن جماعة :
هذه القراءة منسوبة إلى الحسن البصرى وأبى مالك الغفارى وذكر الصبان أنها منسوبة
إلى أبى السمال (كشداد) وهذا الوجه الذى ذكره المؤلف أحد تخريجين لهذه القراءة ،
والتخريج الآخر ما استحسنه أبو حيان وهو أن أصلها الحبك يضمتين ، فكسر الحاء
إتباعا لكسرة تاء ذات ولم يعتد باللام الساكنة لأن الساكن حاجز