responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تهذيب اللغة نویسنده : الأزهري، محمد بن أحمد    جلد : 1  صفحه : 224

دعج : قال الليث : الدَّعَج : شدّة سواد [سوادِ] العين وشدة بياض بيَاضها ؛ عينٌ دعجاء ، وامرأةٌ دَعْجاء ، ورجلٌ أدعج بيِّن الدَّعَج.

وقال العجاج يصف انفلاق الصبح :

تسُور في أعجاز ليلٍ أدعجا

قال : جعل الليل أدعج لشدَّة سواده مع شدّة بياض الصبح.

قلت : وقد قال غير الليث : الدُّعجة والدَّعَج سوادٌ عامٌّ في كلِّ شيء. يقال رجل أدعج اللون ، وتيسٌ أدعج القرنين والعينين. وقال ذو الرمة يصف ثوراً وحشياً وقرنيه :

جرى أدعج الروقَين والعَينِ واضحُ ال

قَرَا أسفع الخدَّين بالبين بارحُ

فجعلَ القَرْنَ أدعجَ كما ترى.

قلت : ورأيت في البادية غليِّماً أسود كأنّه حُمَمةٌ ، وكان يسمَّى نُصَيراً ويلقَّب دُعيجاً ، لشدّة سواده.

وقال أبو نصر : سألت الأصمعيّ عن الدَّعَج والدُّعجة فقال : الدَّعَج : شدّة السواد ، ليلٌ أدعج وعين دعجاء بيِّنة الدعَج والدُّعْجة في الليل : شدةُ سواده.

قلت : وهذا هو الصواب ، والذي قاله الليث في الدَّعج إنّه شدّة سواد سوادِ العين مع شدة بياض بياضها ، خطأٌ ما قاله أحدٌ غيره.

وأمّا قول العجاج :

في أعجازِ ليلٍ أدعجا

فإنه أراد بالأدعج الليلَ المظلم الأسود.

جعد : قال الليث : الجَعْدة : حشيشة تنبُتُ على شاطىء الأنهار خضراء ، لها رَعْثة كرعثة الديك طيِّبة الريح تنبت في الربيع وتيبس في الشتاء ؛ وهي من البقول.

قلت : الجعدة بقلة بِرّيّة لا تنبت على شطوط الأنهار ، وليس لها رَعْثة.

وقال النضر بن شُميل : الجَعْدة : شجرة طيّبة الريح خضراء ، لها قُضُب في أطرافها ثمر أبيض ، يُحشَى بها الوسائد لطيب ريحها ، إلى المرارة ما هي ، وهي جهيدةٌ يصلُح عليها المال ، واحدتها وجَماعتها جَعدة.

وأجاد النضر في صفة الجعدة.

وقال النضر أيضاً : الجعاديد والصعارير أوّل ما ينفتح الإحليل باللبأ ، فيخرج شيءٌ أصفر غليظ يابس ، وفيه رخاوة وبلل كأنّه جُبْن ، فيندُصُ من الطُّبْي مُصَعْرَراً ، أي يخرج مدحرجاً.

ونحو ذلك قال أبو حاتم في الصَّعارير والجعاديد. وقال : يخرج اللبأ أولَ ما يخرج مصمِّغاً. وقال في كتابه في «الأضداد» : قال الأصمعي : زعموا أن الجعدَ السّخيُّ. قال : ولا أعرف ذلك ، والجعد : البخيل ، وهو معروف. قال : وقال كثيِّر في السخيّ كما زعموا يمدح بعض الخلفاء :

إلى الأبيض الجعد ابن عاتكة الذي

له فضل مُلكٍ في البرية غالبُ

قلت : وفي أشعار الأنصار ذِكرُ الجعدِ وُضِعَ موضعَ المدح ، أبياتٌ كثيرة ، وهم من أكثر الشعراء مدحاً بالجعد.

نام کتاب : تهذيب اللغة نویسنده : الأزهري، محمد بن أحمد    جلد : 1  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست