فهذا هو ترتيب
الحروف على مذاقها وتصعّدها ، وهو الصحيح. فأما ترتيبها في كتاب العين [٢] ففيه خطل واضطراب ، ومخالفة لما قدمناه آنفا ، مما رتبه
سيبويه [٣] ، وتلاه أصحابه عليه ، وهو الصواب الذي يشهد التأمل له
بصحته.
واعلم أن هذه
الحروف التسعة والعشرين قد تلحقها ستة أحرف تتفرّع عنها ، حتى تكون خمسة وثلاثين
حرفا ، وهذه الستة حسنة ، يؤخذ بها في القرآن ، وفصيح الكلام ، وهي النون الخفيفة
، ويقال الخفية ، والهمزة المخففة ، وألف التفخيم ، وألف الإمالة [٤] ، والشين التي كالجيم ، والصاد التي كالزاي.
وقد تلحق بعد
ذلك ثمانية أحرف وهي فروع غير مستحسنة ، ولا يؤخذ بها في القرآن ولا في الشعر ،
ولا تكاد توجد إلا في لغة ضعيفة مرذولة ، غير متقبلة ، وهي الكاف التي بين الجيم
والكاف ، والجيم التي كالكاف ، والجيم التي كالشين ، والضاد الضعيفة ، والصاد التي
كالسين ، والطاء التي كالتاء ، والظاء التي كالثاء ، والباء التي كالميم ، ولا يصح
أمر هذه الحروف الأربعة عشر اللاحقة للتسعة والعشرين ، حتى كمّلتها ثلاثة وأربعين
، إلا بالسمع والمشافهة. وسنفصّل ذلك إن شاء الله.
[١]الاطراد : أي
تتابع مواقعها من الحلق إلى الشفتين. مادة (طرد). اللسان (٤ / ٢٦٥٢).