فإذا كان أصلا
وقع فاء ، وعينا ، ولاما. فالفاء نحو : قرن وقعد ، والعين نحو : سقف وثقل ، واللام
نحو : خرق وعلق.
وأخبرني أبو
عليّ ، قراءة عليه ، عن أبي بكر ، عن بعض أصحاب يعقوب ، عنه ، قال : قال الفراء :
قريش تقول : كشطت [١] ، وقيس وتميم تقول : قشطت ، بالقاف. وليست القاف في هذا
بدلا من الكاف ، لأنهما لغتان لأقوام مختلفين.
فأما ما حكاه
الأصمعي من قولهم : امتكّ الفصيل ما في ضرع أمه وامتقّ ، وتمقّق وتمكّك : إذا شربه
كلّه. فالأظهر فيه أن تكون القاف بدلا من الكاف ، لما ذهب إليه أبو عليّ ، لأنه
قال : من هذا أخذ اسم مكّة ، لأنها كالمجرى للماء ، فهو ينجذب إليها. قال : فأما
موضع الطواف ، فهو بكّة ، بالباء ، لأنه من الازدحام.
وقرأت عليه ،
عن أبي الحسن عليّ بن سليمان ، عن أبي العباس ، عن أبي الفضل الرّياشي ، في نوادر
أبي زيد :
فقول الجميع
مكة ولم يقولوا : مقّة ، يقوّي أن الكاف هو الأصل. فأما قولهم : مققت الشيء : إذا
فتحته ، فليس من امتقّ في شيء ، فيحكم بأنه من معناه. وكذلك قولهم للرجل الطويل :
أمقّ ، لا نسبة بينه وبين امتقّ في المعنى.
[١] كشطت : يقال كشط
الشيء عن الشيء أي أزاله عنه ، وكشطت أي ذهب ما تغطيه وتواريه.
[٢]البيت ذكره صاحب
اللسان ونسبه إلى عاهان بن كعب بن عمرو بن سعد ، ويقال له أيضا : غامان في الأصل. تبك
: أي تزدحم. علاها : علّ علا ، عللا : أي شرب ثانية أو تباعا. نهلى : أي ورودي لكي
أشرب الشربة الأولى ، أو الشرب الأول. عطن : العطن واسع الصبر والحيلة عند
الشدائد. مادة (ع ط ن) اللسان (٤ / ٣٠٠٠). الشاهد في قوله : تبك. إعرابها : فعل
مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.