فأما من ادّعى
انتصاب شيء من الكلام بالمعنى دون اللفظ ، فقد وجب عليه من إقامة الدلالة على ذلك
مثل الذي وجب علينا فأقمناه ، من الدلالة على ارتفاع [١] الاسم المبتدأ والفعل المضارع ، بالمعنى.
فإن قيل : فإذا
كان تقدير قولنا : ما أنت بصاحبي فأكرمك عندك : ما أنت بصاحبي فأن أكرمك ، فهل
يجوز أن تظهر «أن» هذه المقدرة عندك إلى اللفظ ، فتقول : ما أنت بصاحبي فأن أكرمك؟
فالجواب أن هذا
أصل وإن قامت الدلالة عليه فإنه مرفوض ، كما أن أصل قام : قوم ، ولكنه لا ينطق به على أصله.
وهاهنا أشياء
كثيرة ترفض أصولها ، ويقتصر في الاستعمال على فروعها. وقد حذفت الفاء. قالوا : أف
، خفيفة الفاء ، وأصلها أفّ ، مشددة.