فإذا كان أصلا
وقع فاء وعينا ولاما. فالفاء نحو : ظلم وظفر ، والعين نحو : عظم وحظر ، واللام نحو
: حفظ ووعظ.
واعلم أن الظاء
لا توجد في كلام النّبط [١] ، وإذا وقعت فيه قلبوها طاء ، ولهذا قالوا : البرطلّة [٢] ، وإنما هو ابن الظّل ، وقالوا ناطور ، وإنما هو ناظور
، فاعول من نظر ينظر. كذا قول أصحابنا. فأما أحمد بن يحيى فإنه قال : ناطور
ونواطير ، مثل حاصود وحواصيد ، والنواطر مثل الحواصد ، وقد نطر ينطر ، فصحح أمر
الطاء كما ترى ، وأنشد :
ومن هذا قولهم
مستنظر ، وإنما هو مستنظر مستفعل من نظرت أنظر بالظاء معجمة.
[١]النبط : الأنباط
: وهم شعب ساميّ كانت له دولة في شمالي شبه الجزيرة العربية ، وعاصمتهم «سلع»
وتعرف اليوم بـ «البتراء». مادة (ن. ب. ط). اللسان (٦ / ٤٣٢٦).
[٢] البرطلة : كلام
نبطي ، ليس من كلام العرب ، قال أبو حاتم : قال الأصمعي : بر : ابن ، النبط :
يجعلون الظاء طاء ، فكأنهم أرادوا : «ابن الظل» ، والبرطلة : والمظلة الصيفية. وعلى
هذا تكون عبارة ابن الظل تفسيرا للبرطلة ، والبرطلة بفتح الباء وضمها.
[٣] يقول الشاعر لمن
يحدثه : إن الريح أفضل جيراننا فهي تأتينا بالغذاء إن هبت علينا أما إن هبت على
الآخرين فإنها تغبر وجوههم فقط. الشاهد في قوله «ناطركم» بالطاء المهملة فأصلها
الظاء. إعراب الشاهد : تملأ : فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم ، وعلامة
رفعه الضمة الظاهرة ، والفاعل مستتر تقديره هي. وجه : مفعول به منصوب بالمفعولية
وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. ناظركم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة
الظاهرة. غبارا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة.