فأما قولهم :
تنسّمت منه علما وتنشّمت ، فليس واحد من الحرفين بدلا من صاحبه ، لأن لكل واحد
منهما وجها قائما.
أما تنسّمت
فكأنه من النسيم ، كقولك : استروحت منه خبرا ، فمعناه أنه تلطف في التماس العلم
منه شيئا فشيئا ، كهبوب النسيم.
وأما قولهم
تنشّمت فمن قولهم نشّمت في الأمر ، أي ابتدأته ولم أوغل [١] فيه ، وكذلك تنشّمت منه ، أي ابتدأت بطرف من العلم من
عنده ولم أتمكن فيه.
ومن العرب من
يبدل كاف المؤنث في الوقف شينا [٢] ، حرصا على البيان لأن الكسرة الدالة على التأنيث فيها
تخفي في الوقف ، فاحتاطوا للبيان بأن أبدلوها شينا ، فقالوا : عليش ومنش ، ومررت
بش.
[٤]البيت أحد أربعة
أبيات وردت في ديوانه (ص ١٣) طبع بولاق ، اختيار أبي بكر الوالبي الأندلسي ، وهو
في الديوان بالكاف لا بالشين. الجيد : العنق ، ومقدمه ، وموضع القلادة ، والجمع
أجياد. مادة (جيد) اللسان (١ / ٧٣٧). الشرح : يصور الشاعر محبوبته في صورة ظبية
جميلة ، إلا أن محبوبته تفوق الظبية في دقة عظام الساق. الشاهد في البيت : «عيناش
، جيدش ، منش» فقد قلب الكاف شينا ، والأصل «عيناك ، جيدك ، منك». إعراب الشواهد :
عيناك : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف ، والكاف ضمير مبني في محل جر مضاف إليه. وجيدك
: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، والكاف ضمير مبني في محل جر مضاف إليه. منك :
جار ومجرور.