الثاء : حرف
مهموس ، وهو أحد حروف النفث [١] ، ومحله من الذال محل التاء من الدال [٢] ، ولا تكون إلا أصلا ، فاء أو عينا أو لاما ، فالفاء
نحو ثمر وثبت ، والعين نحو جثل [٣] وخثر [٤] ، واللام نحو فحث [٥] وبعث.
واعلم أن الثاء
إذا وقعت فاء في افتعل وما تصرف منه قلبت تاء ، وأدغمت في تاء افتعل بعدها ، وذلك
قولهم في افتعل من الثريد [٦] اتّرد ، وهو متّرد ، وإنما قلبت تاء ، لأن الثاء أخت
التاء في الهمس ، فلما تجاورتا في المخارج أرادوا أن يكون العمل من وجه واحد ،
فقلبوها تاء ، وأدغموها في التاء بعدها ، ليكون الصوت نوعا واحدا ، كما أنهم لما
أسكنوا تاء وتد تخفيفا أبدلوها إلى لفظ الدال بعدها ، فقالوا : ودّ ، ومثل ذلك
قولهم في افتعل من الثأر : اتّأر ، وفي افتعل من ثنى : اتّنى.
[١]النفث : إخراج
الهواء من بين الثنايا وأسلة اللسان. مادة (ن ف ث) اللسان (٦ / ٤٤٩١).
[٢] يقصد بالجملة «محله
من الذال محل التاء من الدال» : توحدهما في المخرج.
[٣] الجثل من الشجر
والشعر : الكثير الملتف أو ما غلظ وقصر منه أو ما كثف واسودّ.
[٤] يقال دثر الشجر :
إذا أورق ، والرسم إذا قدم ، والثوب إذا اتسخ ، والسيف إذا صدئ.
[٥]فحث : من فحث عن
الخبر : أي بحث عنه. مادة (ف ح ث) اللسان (٥ / ٣٣٥٤).
[٦]الثريد : مدقوق
الخبز مع قطع اللحم ويكون الخبز مبللا بالمرق. مادة «ثرد» اللسان (١ / ٤٧٦)
[٧] البيت للبيد وهو
من فحول الشعراء في الجاهلية وله شعر جيد.
[٨]النيب : جمع ناب
وهي الناقة المسنة. مادة (ن ي ب) اللسان (٦ / ٤٥٩١). تعرمني : فيها عدة تأويلات :
فيجوز أن تكون من «عرى» بكسر الراء : بمعنى التخلص من الشيء ، والمعنى : إن تخلص
مني ومن إتعابي بعد مماتي ، فإني كنت في حياتي أثأر منها. ويجوز أن تكون «تعر» بضم
الراء من الإعراء : أي الإعطاء ، يقال : أعريته النخلة : إذا أعطيته ثمرتها ،
ويكون المعنى : إنها إن أعطيت عظامي لتقضمها فإني كنت أثأر منها في حياتي. ويروى «تعرمني»
بفتح التاء وضم الراء وفتح الميم ، من عرمت العظم إذا عرقت ما عليه من اللحم
والمعنى : أنها إن كانت تأكل رمتي بعد مماتي ، فإني كنت أثأر منها في حياتي بنحرها
للضيفان. ـ والشاهد في قوله «أتئر» فقد قلبت الثاء تاء لقربها منها في المخرج. إعراب
الشاهد : أتئر : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. والجملة
من الفعل والفاعل في محل نصب خبر كنت.