نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 90
الباب الثّالث عشر
باب نعم وبئس
[خلافهم في نعم وبئس]
إن قال قائل :
هل نعم وبئس اسمان أو فعلان؟ قيل : اختلف النّحويّون في ذلك ؛ فذهب البصريّون إلى
أنّهما فعلان ماضيان لا يتصرّفان ، واستدلّوا على ذلك من ثلاثة أوجه :
الوجه الأوّل :
أنّ الضّمير يتّصل بهما على حدّ اتّصاله بالأفعال ، فإنّهم قالوا : نعما رجلين ،
ونعموا رجالا ؛ كما قالوا : قاما ، وقاموا.
والوجه الثّاني
: أنّ تاء التّأنيث السّاكنة التي لم يقلبها أحد من العرب هاء في الوقف ، تتّصل
بهما ، كما تتّصل بالأفعال ؛ نحو : نعمت المرأة ، وبئست الجارية.
والوجه الثّالث
: أنّهما مبنيّان على الفتح كالأفعال الماضية ، ولو كانا اسمين لما بنيا على الفتح
من غير علّة.
وذهب الكوفيّون
إلى أنّهما اسمان ، واستدلّوا على ذلك من خمسة أوجه :
الوجه الأوّل :
أنّهم قالوا : الدّليل على أنّهما اسمان دخول حرف الجرّ عليهما ؛ وحرف الجرّ يختصّ
بالأسماء ، قال الشّاعر [١] : [الطّويل]
[١] الشّاعر هو :
حسّان بن ثابت الأنصاريّ ، شاعر الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ، وهو من المخضرمين
؛ له ديوان شعر مطبوع. مات سنة ٥٤ ه. الشّعر والشّعراء ١٠٤.
[٢] يؤلف : يجعل
الفقراء ومن انقطعت بهم السّبل يألفون بيته. معدم المال : فاقد المال.
مصرما : منقطعا.
موطن الشّاهد : (بنعم الجار).
وجه الاستشهاد : احتجّ الكوفيّون بظاهر
العبارة ، فزعموا أنّ «نعم» اسم بمعنى الممدوح بدليل دخول حرف الجرّ عليه ؛ وحروف
الجرّ لا تدخل إلّا على الأسماء. راجع الإنصاف في مسائل الخلاف : ١ / ٩٧ ـ ١٢٦.
نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 90