نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 283
أحدهما : إنّما
أبدلوا من التّنوين ألفا في حال النّصب ؛ لخفّة الفتحة ، بخلاف الرّفع والجرّ ،
فإنّ الضّمّة والكسرة ثقيلتان.
والوجه الثّاني
: أنّهم لو أبدلوا من التّنوين واوا في حالة الرّفع ؛ لكان ذلك يؤدّي إلى أن يكون
اسم متمكّن في آخره واو قبلها ضمّة ، وليس في كلام العرب اسم متمكّن في آخره واو
قبلها ضمّة. ولو أبدلوا من التّنوين ياء في حالة الجرّ ؛ لكان ذلك يؤدّي إلى أن
تلتبس بياء المتكلّم ؛ فلذلك لم يبدلوا منه ياء ؛ على أنّه من العرب من يبدل في
حالة الرّفع واوا ، وفي حالة الجرّ ياء ؛ ومنهم من لا يبدل في حالة النّصب ألفا ،
كما لا يبدل في حالة الرّفع واوا ، ولا في حالة الجرّ ياء ؛ وهي لغة قليلة ؛ وأجود
اللّغات الإبدال في حال النّصب ، وترك الإبدال في حال الرّفع والجرّ على ما
بيّنّا.
وأمّا الإشمام
: فالمراد به أن تبيّن أنّ لهذه الكلمة أصل [١] حركة في حال الوصل ، وكذلك «الرّوم والتّشديد».
[علّة عدم جواز الإشمام في حال الجرّ]
فإن قيل : فلم
لم يجز الإشمام في حال الجرّ؟ قيل : لأنّه يؤدّي إلى تشويه الحلق.
وأمّا الإتباع
: فلأنّه لمّا وجب التّحريك ؛ لالتقاء السّاكنين ، اختاروا / لها / [٢] الضّمّة في حالة الرّفع ؛ لأنّها الحركة التي كانت في
حالة الوصل ، وكانت أولى من غيرها ؛ قال الشّاعر [٣] : [الرّجز]
[٣] نسب هذا الرّجز
إلى غير واحد من الشّعراء ؛ منهم : عبد الله بن ماويّة الطّائيّ ، وماويّة اسم
أمّه ؛ ونسبه الصّاغاني إلى فدكي بن عبد الله المنقريّ ، ونسبه سيبويه إلى بعض
السّعديّين من دون تحديد.
[٤] المفردات الغريبة
: النّقر : صوت يسكن به الفرس عند احتمائه وشدّة حركته.
أثابيّ : جماعات ، جمع «أثبيّة».
موطن الشّاهد : (النّقر).
وجه الاستشهاد : نقل الشّاعر حركة
الرّاء إلى القاف في الوقف على لغة بعض العرب ؛ لأنّ الأصل فيه : النّقر ؛ وهذا
النّقل يسمّى إتباعا.
نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 283