فإن قيل : فما
يمنع من الإمالة؟ قيل : حروف الاستعلاء والإطباق ؛ وهي «الصّاد ، والضّاد ،
والطّاء ، والظّاء ، والغين ، والخاء ، والقاف» ؛ فهذه سبعة أحرف تمنع الإمالة.
[علّة منع هذه الأحرف من الإمالة]
فإن قيل : فلم
منعت هذه الأحرف الإمالة؟ قيل : لأنّ هذه الحروف تستعلي وتتّصل بالحنك الأعلى ،
فتجذب الألف إلى الفتح ، وتمنعه من التّسفّل بالإمالة.
[علّة امتناع الإمالة إذا وقعت مكسورة بعد الألف]
فإن قيل : فلم
إذا وقعت بعد الألف مكسورة منعت الإمالة ، وإذا وقعت مكسورة قبلها لم تمنع؟ قيل :
إنّما منعت من الإمالة إذا وقعت مكسورة بعد الألف ؛ لأنّه يؤدّي إلى التّصعّد بعد
الانحدار ؛ لأنّ الإمالة تقتضي الانحدار ، وهذه الحروف تقتضي التّصعّد ، فلو أملت [١] ـ ههنا ـ لأدّى ذلك إلى التّصعّد بعد الانحدار ، وذلك
صعب ثقيل ؛ فلذلك ، منعت من الإمالة ؛ بخلاف ما إذا وقعت مكسورة قبل الألف ؛ فإنّه
لا يؤدّي إلى ذلك ، فإنّك إذا أتيت بالمستعلي مكسورا ، أضعفت استعلاءه ، ثمّ إذا
أملت انحدرت بعد تصعّد ؛ والانحدار بعد التّصعّد سهل خفيف ؛ فبان الفرق بينهما.
فإن قيل :
فهلّا جازت الإمالة إذا وقعت قبل الألف مفتوحة في نحو :«صامت» وذلك انحدار بعد
تصعّد؟ قيل : لأنّ الحرف المستعلي مفتوح ، والحرف المستعلي إذا كان مفتوحا ، زاد
استعلاء ؛ فامتنعت الإمالة ، بخلاف ما إذا كان مكسورا ؛ لأنّ الكسرة تضعف استعلاءه
؛ فصارت سلّما إلى جواز الإمالة ، ولم يكن جواز الإمالة ـ هناك ـ لأنّه انحدار بعد
تصعّد فقط ، وإنّما كان / كذلك / [٢] ؛ لأنّ الكسرة ضعّفت استعلاءه ، / و/ [٣] لأنّه انحدار بعد تصعّد ؛ فباعتبار هذين الوصفين ، جازت
الإمالة ههنا ، فإن وجد أحدهما ؛ وهو كونه انحدارا بعد تصعّد ، فلم يوجد الآخر ،
وهو تضعيف حرف الاستعلاء بالكسرة [٤]
وألفه للتّأنيث ؛
ويجمع على حباريات ؛ وفرخه : حبرور ، ويجمع على حبابير وحبارير.