فأثبتوا
الزّيادة في حال الوصل ؛ فالجواب عنه من وجهين :
أحدهما : أنّه
أجرى الوصل مجرى الوقف ؛ لضرورة الشّعر ، وإذا كان ذلك لضرورة الشّعر ؛ فلا يكون
فيه حجّة.
والثّاني :
أنّه يجوز أن يكون من قبيلة تعرب [٣] «من» ، فقد حكي عن سيبويه [٤] : أنّه من العرب من يقول : «ضرب من منا» كما تقول : «ضرب
رجل رجلا» ولم يقع الكلام في لغة من أعربها ، وإنّما وقع في لغة من بناها ، ف «منون»
في هذه اللغة بمنزلة «قام الزيدون» وعلى كلّ حال فهو من القليل الشّاذّ الذي لا
يقاس عليه ؛ فاعرفه تصب ، إن شاء الله تعالى.
بالوقف والإسكان ـ وإن
وصلت قلت : من يا هذا ، وبطلت الحكاية. ٣٩٢ / حاه.
[١] ينسب هذا البيت
إلى شمر بن الحارث الضّبّيّ ، ولم أصطد له ترجمة وافية.
[٢] المفردات الغريبة
: منون أنتم : من أنتم. عموا ظلاما : تحيّة العرب في الصّباح : عم صباحا ، وفي
المساء : عم مساء ؛ وللجمع : عموا ؛ وقال : عموا ظلاما لمخاطبته بها الجنّ ؛ وهي
تتأذّى من النّار التي أوقدها.
موطن الشّاهد : (منون أنتم).
وجه الاستشهاد : زيادة الواو والنّون
على «من» في الوصل ؛ لأنّ القياس أن يقول : من أنتم؟ ؛ وهذا من باب الشّذوذ الذي
تسوّغه الضّرورة الشّعريّة.