نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 254
واد واحد ؛ زادوا فيه الياء ؛ لأنّها [١] أقرب إلى الألف من الواو. وإنّما كانت ساكنة ثالثة ؛
لأنّ ألف التّكسير لا تكون إلّا كذلك.
[علّة حمل التّصغير على التكسير]
فإن قيل : فلم
حمل التّصغير على التّكسير ، ومن أين زعمتم أنّهما من واد واحد؟ قيل : إنّما حمل
التّصغير على التّكسير ؛ لأنّه يغيّر اللّفظ والمعنى ، كما أنّ التّكسير يغيّر
اللّفظ والمعنى ، ألا ترى أنّك إذا قلت في تصغير «رجل : رجيل ... [٢] قد غيّرت لفظه بضمّ أوّله ، وفتح ثانيه ، وزيادة ياء
ساكنة ثالثة ، وغيّرت معناه ؛ لأنّك نقلته من الكبر إلى الصّغر ، كما أنّك إذا قلت
في تكسيره : «رجال» غيّرت لفظه بزيادة الألف ، وفتح ما قبلها ؛ وغيّرت معناه ؛
لأنّك نقلته من الإفراد إلى الجمع؟ ولهذا [٣] المعنى ؛ قلنا : إنّهما من واد واحد.
[علّة إلزام التّصغير طريقة واحدة]
فإن قيل : فلم
ألزموا التّصغير طريقة واحدة ، ولم تختلف أبنيته كاختلاف أبنية التّكسير؟ قيل :
لأنّ التّصغير أضعف من التّكسير ، ألا ترى أنّك إذا قلت : «رجيل» فقد وصفته
بالصّغر [٤] ، من غير أن تضمّ إليه غيره ، وإذا قلت : «رجال» فقد
ضممت إليه غيره ، وصيّرت الواحد جمعا؟ فلمّا كان التّصغير أضعف من التّكسير في
التّغيّر ، (وكان المراد به معنى واحدا ؛ ألزم طريقة واحدة ، ولمّا كان التّكسير
أقوى من التّصغير في التّغيير) [٥] ويكون كثيرا وقليلا ، وليس له نهاية ينتهي إليها ؛ خصّ
بأبنية تدلّ على القلّة والكثرة ؛ فلذلك [٦] اختلفت [٧] أبنيته.
[علّة حذف آخر الاسم الخماسيّ في التّصغير]
فإن قيل : فلم
إذا كان الاسم خماسيّا ، يحذف آخر حروفه في التّصغير ؛ نحو : «سفرجل ، وسفيرج»؟
قيل : إنّما / وجب / [٨] حذف آخر حروفه في التّصغير ؛ لطوله على ما بيّنّا في /
جمع / [٩] التّكسير ؛ لأنّ التّصغير يجري مجرى