نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 201
إذا قلت : «ما رأيته مذ يومان ومنذ ليلتان» كان المعنى فيه : «ما رأيته من
أوّل اليومين إلى آخرهما ، ومن أوّل اللّيلتين إلى آخرهما» ، ولمّا [١] تضمّنا معنى الحرف [٢] ، وجب أن يبنيا ، وبنيت «مذ» على السّكون ؛ لأنّ الأصل
في البناء أن يكون على السّكون ، فبنيت على الأصل ، وبنيت «منذ» على الضّمّ ؛
لأنّه لمّا وجب أن تحرّك الذّال ؛ لالتقاء السّاكنين بنيت على الضّمّ ... إتباعا
لضمّة الميم ، كما قالوا في «منتن : منتن» فضمّوا التّاء إتباعا لضمّة الميم ؛
ومنهم من يقول : «منتن» فيكسر الميم إتباعا لحركة التّاء [٣] ، ونظير هذين الوجهين ، قراءة من قرأ : (الْحَمْدُ لِلَّهِ)[٤] فضمّ اللّام إتباعا لضمّة الدّال ، وقراءة من قرأ (الْحَمْدُ لِلَّهِ)[٥] فكسر الدّال إتباعا لكسرة اللّام ؛ فلهذا ، كانت «مذ ،
ومنذ» مبنيّتين ، وهما تختصّان بابتداء الغاية في الزّمان ، كما أنّ «من» تختصّ
بابتداء الغاية في المكان ، وذهب الكوفيّون إلى أنّ «من» تستعمل في (الزّمان ، كما
تستعمل في) [٦] المكان ، واستدلّوا على جواز ذلك ، بقوله تعالى : (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى
مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ)[٧] ، فأدخل «من» على «أوّل يوم» وهو ظرف زمان ، ويستدلون [٨] ـ أيضا ـ بقول زهير بن أبي سلمى [٩] : [الكامل]
[٩] قيل : إنّ هذا
البيت مع آخرين بعده ، وضعها حمّاد الرّاوية في مطلع قصيدة زهير التي مدح بها هرم
بن سنان. فلمّا أنشدها في مجلس هارون الرّشيد بحضور المفضّل الضّبّي ، قاطعه وحمله
على الاعتراف بوضعها.
المفردات الغريبة : قنّة الحجر : اسم
موضع ؛ والقنّة في اللّغة أعلى الجبل. الحجر : منازل قوم ثمود عند وادي القرى. حجج
: جمع حجّة ، سنة ؛ وهي اسم زمان كالدّهر. أقوين :خلون من السّكّان.
موطن الشّاهد : (من حجج ومن دهر).
موطن الشّاهد : احتجّ بعضهم بهذا
الشّاهد على استعمال «من» في الزّمان كاستعمالها في المكان. وقد فنّد المؤلّف هذه
الحجّة في المتن.
نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 201